الأمانة نوعان في هذا المقام, النوع الأول أمانة الدمام والنوع الثاني الأمانة كخصلة في بني آدم, و هنا الفوارق كبيرة و بعيدة وقد لا تلتقي في جوانب عديدة, ولكن سأتحدث عن أمانة الدمام أولاً. الأمانة مناط بها كثير من المهام وتمس هذه المهام حياتنا كمواطنين بشكل مباشر ومؤثر, وهذه المهام أيضاً تجعلنا في اتصال نفسي و بشكل متكرر في كل يوم مع هذه الإدارة الحكومية . خيبة الأمل التي تخالج صدري كان سببها ما حدث يوم الخميس الماضي ظهراً و بجوار ملعب الدمام , فقد تلقيت اتصالاً من أحد الإخوان الذين عبروا ذلك التقاطع, فقد شاهد مركبة وقد خسفت الأرض من تحتها بشكل مرعب, وبعد توجهي مباشرة للموقع ومعي كاميرا التصوير خاصتي.... كان في الموقع عدد كبير من مركبات إدارة المرور و سيارة إسعاف قامت بعلاج سائق المركبة التي خسف بها و بقائدها , و عند اقترابي من موقع الخسف الملاصق لنفق الملعب , وجدت ما يهول النفس....وجدت فجوة بعمق يزيد عن ثلاثة أمتار و بعرض يصل لأكثر من أربعة أمتار و خالية تماماً من التربة و المواد المستخدمة في تأسيس الطرق , فقد كانت الحفرة كالخزان الفارغ إلا من روائح الفساد النتنة! صاحب المركبة شج رأسه و كان في حسرة لما حدث له ... و لسان حاله يقول , ما ذا يحدث لي؟ خسف في وسط طريق عام ؟ كل هذا بعد إنشاء النفق الذي كلف الملايين , و إعادة الإنشاء و الترميم و الذي سبق افتتاحه رسمياً بعد تكلفة إضافية بلغت الملايين! أين نحن يا أمانة الدمام , و أين المخطئون و المقصرون إن تمكنتم من إيجادهم ؟ الأمانة وهي النوع الثاني, فهي خصلة توجد أحياناً في بني البشر وبشكل طبيعي في معظم الأحيان, ويكون الدافع للقيام بالأمانة دافع داخلي يدعمه الضمير- إن وجد . والله سبحانه وتعالى قد عرض الأمانة على الجبال فلم تستطع حملها, أما أمانة الدمام فتحمل الأمانة وبكل ثقة حتى وصلت لما وصلت إليه اليوم . نعم يا سعادة النائب, إنها مجرد حفرة لكن وجودها يطرح عشرات الأسئلة حول الرقابة على تنفيذ المشروعات والضمير الغائب للمتعهدين و متى سنحاسب المقصرين ؟ نائب مدير مرور الدمام كان حاضراً بزيه المدني و كان يحمل جهاز اتصال لاسلكي , و بعد مشاهدته لي وأنا أقوم بالتصوير المفصل للحفرة (كما وصفها هو), قال لي وهو يزجرني....ابتعد من هذه الحفرة لكي لا تسقط...ماذا تفعل أنت وكاميرتك, كل هذا من أجل حفرة؟! نعم يا سعادة النائب, إنها مجرد حفرة لكن وجودها يطرح عشرات الأسئلة حول الرقابة على تنفيذ المشروعات والضمير الغائب للمتعهدين ومتى سنحاسب المقصرين..؟ أي أمانة أتحدث عنها الآن؟ [email protected]