استضافت دار الاوبرا المصرية مؤخراً الصحفي والشاعر زاهي وهبي في أمسية ثقافية قاهرية شهدها لفيف من الفنانين والكتاب والجمهور الذين ملأوا القاعة. القى فيها الاعلامي والشاعر زاهي وهبي مجموعة من قصائده التي صدرت في دواوينه الثلاثة خاصة ديوانيه (صادفت قمراً) و(في مهب النساء).. ليتفاعل الحوار اثناء وبعد القائه القصائد في حوار ساخن كعادته في برنامجه (خليك بالبيت). في البداية اعرب وهبي عن سعادته بوجوده في القاهرة مستهلاً امسيته بنص قال فيه.. لو تأتي تجلس على الاريكة قبالتي لو تدخل منطقة الباب او من القنديل لا فرق لو تترك ظلك هنا على حياتي كلها اترك لك النافذة المفتوحة والمصباح مضاء ثم القى قصيدة مهداة للشاعر اللبناني شوقي ابو شقرة الذي ترأس القسم الثقافي بجريدة (النهار) على مدار خمسة وثلاثين عاماً مطلعها: دائماً اذكرك بالخير في الثلج وضحكات الصبيان وفي قصيدته "اضاهيك انوثة" فاضت شاعرية وهبي عبر المفردات المنقاة: في وجهي نضوب وفي انفاسي رائحة طين عتيق ليستمر انسيابه الرومانسي في قصيدة (جريمة كاملة): تفعلين بي ما يفعله الخريف بالاشجار والرعود بالمياه الجوفية والنائم بالليالي الخلساء صور متلاحقة لتأثير المحبوب على العاشق عبر كنايات الظواهر الطبيعية التي غلبت على أشعاره وتنويع لموهبته الشعرية الفكرية القى عدة قصائد سياسية منها واحدة مهداة للشاعر الاسباني لوركا واختتمها بقصيدة للرئيس الامريكي جورج بوش بعنوان (سيد العالم) عبر فيها عما يجيش في صدره كشاعر وطني منتم للعروبة الانسانية: حليقا كظهيرة مشمسة منتحلاً وجه.. يلوح للحشود في عرضه الاخير لا احد يرى الخنجر في يده لا احد يرى لا يسمع بكاء الاكفاء ولا حشرجة الشعوب المغلوبة ولا نداءات الاستغاثة ليبارك الله امريكا! وفي حواره مع الجمهور تناول وهبي خفايا وأسرار برنامجه الشهير (خليك بالبيت) خاصة تلك الحلقة التي استضاف فيها اعتماد خورشيد فقال انه تردد كثيراً بعد ان اقترح عليه احد اصدقائه استضافتها الا انه وافق في النهاية ربما لكونها كانت مرتبطة بأحد ممن ساهموا في تشكيل تاريخ مصر الحديث في حقبة معينة وان وجوده مع هذه الشخصية يكشف اسرارا جديدة عنها.. الا انه فوجئ بها على الهواء تدافع عن نفسها بدعوى انها مظلومة وهي ليست كذلك، وتهاجم الآخرين، مشيراً الى انه أثناء الإعداد للحلقة لاحظ انها تبالغ كثيراً مشدداً على ان استضافته لها كانت خطأ بسيطاً ضمن نجاحات مع استضافته أكثر من 400 شخصية على مدى ثمانية اعوام هي عمر البرنامج. وحول عدم ترويجه اشعاره من خلال القناة اشار وهبي الى وجود محاولات سابقة مع المطربة ماجدة الرومي والموسيقار ابو بكر خيرت لكنها لم تكتمل.. كذلك الموسيقار مارسيل خليفة، متهماً نفسه بأنه كسول في هذا الامر مبرراً ذلك بطغيان العمل التليفزيوني على تفكيره ووقته. وعن سطوة عمله التليفزيوني على كونه شاعراً وحلمه القديم في التمثيل، قال وهبي ان التمثيل كان مجرد فكرة وطويت بسرعة وان العمل بالتليفزيون كان مصادفة وحلمه الاساسي ان يصبح شاعراً وقد كان. ورغم هذا اشار وهبي الى ان عمله التليفزيوني افاده كثيراً كشاعر بأن حرره من الهدف الدعائي للشعر ليكتب شعرا من اجل الشعر وليكون تعبيراً عن أحاسيسه وأفكاره فقط وأن اعتقاله مرتين اعوام 82، 1985 في سجون الاحتلال الاسرائيلي بجنوب لبنان انضجه فكرياً وجعله شاعراً مع الكثيرين حتى ظهر ما سمي بشعراء الحرب. وفي رده على سؤال عن معايير اختياره ضيوفه في برنامجه (خليك بالبيت) قال انه ليس بالضرورة أن يكون مشهوراً بل يكفي إسهامه في تجربة إنسانية وإبداعية تستحق التقدير والمتابعة وأن الكثيرين عبروا إلى طريق الشهرة عبر برنامجه وأنه يرحب باستضافة أي شخصية ذات كفاءة على مستوى ابداعي. جانب من الجمهور