تزايدت في السنوات الأخيرة الإصابات المختلفة بالأورام الليفية وقد صاحب ذلك تطور كبير في علاج تلك الأمراض التي كانت تعد من الأمراض المستعصية سابقا ولكن يظل الفارق كبيرا في إمكانية علاج تلك الأمراض مع الاكتشاف المبكر لها عن التأخر من تلك الأمراض ومن هنا كان لابد من استمرارية التوعية بكيفية التشخيص المبكر لها ومعرفة وفهم ماهية تلك الأمراض , تابعينا في سلسلة التوعية بالأورام الليفية النسائية , ونحن هنا مع الجزء الأول وهو التعريف بالورم الليفي. ما الورم الليفي؟ يتكون جسم الإنسان من بلايين الخلايا وهي وحدات صغيرة تأخذ أشكالا ووظائف متعددة ومن هذه الخلايا تتكون أعضاء الجسم مثل الكبد والقلب والرئتين وغيرها وتتجدد جميع خلايا الجسم بواسطة الانقسام الطبيعي المنتظم عند الحاجة مكونة كتلا من النسيج المتراكم تسمى(أوراما) وهذه الأورام قد تكون حميدة أو خبيثة. الأورام الحميدة الأورام الحميدة تنمو ببطء وتبقى متمركزة في موقعها وعادة لا تنتشر في الجسم ولا تهدد حياة الإنسان ويمكن استئصالها تماما بواسطة الجراحة ولا يحتمل أن تعود. الأورام الخبيثة الأورام غير الحميدة وتسمى بالسرطان تنمو بسرعة ويمكنها ان تغزو وتتلف الأنسجة والأعضاء المجاورة وتميل إلى الانتشار عن طريق الأوعية الدموية والعقد الليمفاوية إلى أجزاء أخرى من الجسم لتبدأ في تكوين أورام أخرى بعيدة عن الورم الأساسي , كما أن هذه الأورام تنمو من جديد بعد استئصال الورم الأساسي. أسباب الأورام الليفية ورأي طبي أما عن أسباب ظهور الأورام الليفية من الناحية الطبية فيلخصه / الدكتور سليمان العودة / أستاذ أمراض النساء والولادة / كلية الطب /جامعة الملك فيصل / ان أسباب نشوء الورم الليفي غير معروفة ولكن النظرية السائدة في الأوساط الطبية في الوقت الحاضر تعزو ذلك إلى زيادة إفراز هرمون الاستروجين في الدم عند المرأة المصابة بحيث لوحظ ان نمو هذه الأورام يزداد أثناء الحمل, كما أنه من النادر وجود هذه الأورام قبل سن البلوغ أو بعد سن اليأس حيث لا يفرز المبيض أية هرمونات. أعراض الأورام الليفية وعن أعراض الأورام الليفية يشير الدكتور سليمان العودة إلى أن معظم الأورام الصغيرة وبعض الأورام الكبيرة لا أعراض لها ويتم اكتشافها بمحض الصدفة أثناء الفحص الدوري للسيدات أو أثناء جراحة قيصرية أو الكشف النسائي لأي سبب وتعتمد الأعراض على حسب الورم وموقعه من الرحم واهم هذه الأعراض: 1. النزيف وهو أهم الأعراض المصاحبة لهذه الأورام واكثرها شيوعا , وقد يأتي على شكل غزارة في الدم او قد يستمر مدة طويلة واحيانا يحدث بالتدريج بحيث لا تلاحظه المرأة في البداية. 2. آلام الحيض وقد تشبه الآلام المصاحبة لتلك الأورام آلام الحيض مثل التقلصات الشديدة في أسفل البطن ونادرا ما تحدث الآلام الحادة عندما ينطوي الورم ويلتف على نفسه. 3. الضغط على الأعضاء المجاورة في بعض الأحيان وعندما تكون هذه الأورام كبيرة فقد تضغط على المثانة وتسبب انحباسا في التبول أو تضغط على المستقيم وتسبب إمساكا في التبرز أو تضغط على أعصاب الحوض فتسبب آلاما مزمنة في اسفل الظهر وقد تضغط على أوعية الحوض الدموية والليمفاوية فتسبب دوالي الساقين. 4. العقم.. معظم الأورام الليفية لا تؤدي إلى العقم ولكن في أحوال نادرة تتراوح ما بين 2% و 10% يعزى سبب العقم إلى هذه الأمراض وخاصة عندما تسد الأورام الأنابيب ويمنع وصول البويضة المخصبة للرحم أو عندما يؤدي النزيف المستمر إلى منع التصاق البويضة بالرحم. مضاعفات الأورام الليفية اما المضاعفات التي تنتج عن هذه الأورام فيوجزها الدكتور سليمان بمجموعة بسيطة واهمها فقر الدم الناتج عن النزيف الشديد أو المتواصل. كما أن الورم قد يلتف على نفسه مما يؤدي إلى انقطاع الدم عن الورم وموت خلاياه وهذا يؤدي الى أعراض حادة تتطلب التدخل السريع وإجراء عملية جراحية عاجلة لإزالته. وعندما تكون الأورام كبيرة فقد تسبب الإجهاض المتكرر أو الولادة قبل الأوان وقد تسبب نزيفا شديدا بعد الولادة. وقد يتطور الورم الليفي الى سرطان وعندها ينمو الورم ويتطور وذلك لا يحدث إلا بنسبة 2 بالألف. كيف يتم تشخيص الأورام الليفية يؤكد الدكتور سليمان ان تشخيص هذه الاورام يتم عادة بسهولة من الأعراض السابقة ومن الفحص السريري ومن بعض الفحوص المخبرية والأشعة ومن الفحوصات التي تساعد على التشخيص الصحيح @ فحص البول أو الدم للتأكد من عدم وجود حمل @ عمل الفحوصات فوق الصوتية لتحديد حجم ومكان الورم, @ إجراء أشعة بالصبغة على الرحم. @ قد تكتشف هذه الأورام أثناء إجراء أشعة عادية للحوض لسبب ما ويكتشف عندها تكلس بالحوض والذي قد يحدث مع هذه الأورام. العلاج معظم الأورام الليفية صغيرة وبدون أعراض ومضاعفات ولا تحتاج إلى علاج سوى مراقبة المريضة على فترات متقاربة لمراقبة نمو الأورام, وتختلف معالجة الأورام الليفية على حسب عمر المريضة وعدد أطفالها وعدد الأورام وحجمها وأعراضها ومكانها وعليه يقرر الطبيب استئصال الورم نفسه أو استئصال العضو مع الورم مثل الرحم أو المبايض.