اوضح بندر بن خلف العتيبي إمام وخطيب جامع ابو بكر الصديق بالحرس الوطني بالدمام ان مما آلمنا وارقنا ماحدث من افراخ الخوارج الضالين من تفجيرات وقتل وترويع وتدمير للممتلكات وافساد في الأرض كان آخرها ماحدث في مدينة الخبر الاسبوع الماضي. ونعتقد ان انكار هذه الجرائم وبحزم ووضوح تام من درجات انكار المنكر الواجبة فما فعله اولئك ضلال لا يرضاه دين ولا عقل ولا عرف تأباه النفوس السليمة والفطر السوية فحسبنا الله عليهم ونعم الوكيل. ويطول عجبي والله كيف عميت بصائرهم عن هذه النصوص العظيمة التي تقشعر لسماعها القلوب والأبدان يقول تعالى: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما). وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (لايزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما) وقوله صلى الله عليه وسلم (لزوال الدنيا بأسرها أهون عندالله من قتل إمرئ مسلم بغير حق) وقوله عليه الصلاة والسلام (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه). فكم سفكوا من الدماء وكم دمروا من الممتلكات وكم روعوا من الآمنين. لقد استطال شرهم فعاثوا فسادا ولكنني والله على ثقة ويقين تام ان الله بحوله وقوته سيعين ولاة الامر على قطع دابرهم فان ما أسس وبني على ضلالة وعلى غير طريقة السلف الصالح ومنهجهم فان كيدهم باذن الله سيكون في سفال ووبال. لقد زهد الخوارج الاوائل واعرضوا عن علم الصحابة الاخيار علماء الامة واستغلوا بفهمهم المكنوس للنصوص الشرعية فأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل. وكذلك خوارجها اليوم زهدوا في العلماء ونزعوا الثقة منهم وصدروا عن زعماء لهم جهال بعض الشريعة فأضلوهم عن سواء السبيل (ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون). يا ويحهم من في قلبه ادنى رحمة يتفطر قلبه على قتل الأطفال الأبرياء وترويع النساء واشاعة الفوضى وسفك دماء المسلمين والمستأمنين. لقد أجارت أم هانئ بنت أبي طالب رجلا فجاءت الى النبي صلى الله عليه وسلم قائلة: يا رسول الله زعم ابن أمي علي بن أبي طالب أنه قاتل رجلا اجرته قال بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم: (قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ). وقال صلى الله عليه وسلم (انه يجير على المسلمين أدناهم) وكذلك فعلت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم عندما اجارت ابا العاص بن الربيع وكان مشركا فأمضى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. فيا لعظمة الاسلام وتعاليمه. فاذا كانت تلك الاجارة والامان لمن دخل في عهد وامان رجل او امرأة من المسلمين فكيف بمن دخل بلادنا باذن ولي الأمر لحاجة ومصلحة يراها فالجرم في قتله عظيم وقد جاء ذلك صريحا واضحا على لسان النبي صلى الله عليه وسلم (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وان ريحها ليوجد من مسيرة اربعين عاما). أليس ذلك من الغدر والخيانة للمستأمنين. معاذ الله ان تكون تلك الصفات القبيحة صفات أهل الاسلام دين الله الذي ارتضاه للبشرية دين الرحمة والعدل والاخلاق النبيلة. وكم لتلك الافعال الشنيعة من مفاسد عظيمة ففيها خدمة كبيرة لاعداء الاسلام المتربصين واشاعة للفوضى وتحريك لنعرات الجاهلية التي يعرفها اباؤنا واجدادنا جيدا وقد ذاقوا من ويلاتها ومرارتها الشيء الكثير. حتى جمعنا الله بمنه وكرمه ثم بولاة أمرنا وقيام هذه الدولة على التوحيد وتعظيمه ونبذ الشرك والبدع والخرافات ومازال الأمر على ذلك ولله الحمد والمنة. لقد قال شيخنا العلامة صالح بن فوزان ان هذه فرقة من تلك الطائفة (أي الخوارج)، والخوارج قد استحلوا دماء أطهر عباد الله بعد الانبياء والمرسلين فقد قتلوا عثمان رضي الله عنه الذي تستحي منه الملائكة وقتلوا علي بن ابي طالب رضي الله عنه أفضل أهل الأرض في زمانه الخليفة الزاهد والبطل المجاهد قتلوه وهم يتقربون بقتله الى الله نسأل الله العافية والسلامة حتى قال شاعرهم عمران ابن حطان يمدح عبدالرحمن بن ملجم الخارجي قاتل علي: يقول ياضربة من تقي ما أراد بها إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا إني لأذكره يوما فأحسبه أوفى البرية عندالله ميزانا فهذا هو الضلال بعينه وهذا نتاج العقول المتسممة بالأفكار المنحرفة.