العرس نقلة نوعية في حياة أي فرد منا، تخفق له قلوب الصبايا، ويتوق لنيله الشباب، ويتنهد الشيوخ لعدم تكراره، وتتباهى الأمهات والجدات بذكراه. يهتز الجميع فيه طربا لموسيقاه وصخبه وأحلامه الوردية وتدور آلات التصوير ترصده وتخلد ذكراه. وأحيانا تشوبه سانحة تعكر صفاءه من طلق ناري طائش ولكن بالرغم من ذلك تظل ذكراه عطرة.. ولكن ماذا حدث في هذاالزمن الغابر؟! يبدو أننا على موعد لصدور قانون جديد (هذا إن لم يكن قد صدر بالفعل) يوضح لنا الارشادات الهامة في كيفية الاحتفال بأعراسنا وأفراحنا نحن أبناء المسلمين!. هذا (الفرمان) الجديد الذي سيصدر، أولنقل انه قد صدر من قبل الادارة (البوشية!) مازال السواد الأعظم منا يجهل نصوصه وأهم قوانينه وآخر من وقع في هذا الخطأ الجسيم وهذا الذنب العظيم مجموعة من فلاحي احدى القرى العراقية المجاورة للحدود السورية .أبناء تلك القرية ضربوا الدفوف والطبول وغنواورقصوا شاركهم الشيخ الكبير والطفل الوديع والبنت الصغيرة والمرأة المسنة. هذا الأمر أدخل الريبة والشكوك في نفوس (عساكر) العالم الجديد ومسيري دفة بلدان الكرة الأرضية. وبعد تحريات دقيقة من استخباراتهم الحريصة على أمن وسلامة أبناء الشعب العراقي اتضح لهم أن هذا الاحتفال وهذا العرس ما هو الا عرس وهمي يضم في جنباته أوكار المتسللين وارهابيين وقاطعي طرق تهافتوا من الاراضي السورية وأكثر ما كان مقلقا في الأمر ومحل شك وريبة هومنظر لعب ورقص بعض صبية أبناء القرية والذين لم يبلغ الحلم أكثرهم بعد!!. هنا صدر الفرمان بقصف هذا العرس (الارهابي!) فذهب حصيلة هذ االقصف أربعون قتيلا هم شيوخ وعجائز وأطفال هذه القرية. في اثناء تلك المجزرة كانت هناك في الجانب الآخر مجزرة أخرى في مدينة رفح الفلسطينية راح ضحيتها عشرون قتيلا!. الآلة الحربية التي قتلت أبناء القريتين خرجت من نفس المصنع والقتلة يحملون نفس (الأيدلوجية) (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد). المصيبة أن كلتا الغارتين في رفح والقرية العراقية غير مقصودتين كما جاء على لسان قادة الدولتين. والمفارقة عصية الفهم أن تقوم بقصف المدن الآمنة وتريق دماء الأبرياء ثم تظهر بمظهر الحمل الوديع وتدعي أنها غير مقصودة. المهم أنه لن تتغير سياسة المحتل في شيء فما هو قائم في فلسطين تعكسه مرآة العراق. فالعملة لها وجهان والقيمة واحدة. فالمحتل واحد والجلاد واحد والغاصب واحد والكفر ملة واحدة!. المهم من هذه الساعة يجب على اخواننا في العراق وافغانستان وفلسطين أن يقرأوا اللوائح والقوانين الخاصة بإقامة الأعراس والحفلات حتى لا يقعوا في شرك دعاة الديمقراطية ومحرري العالم من رق العبودية وتمطر عليهم السماء زخات الموت الوبيل!.. وقد أعذر من أنذر!! @ ومضة! إن الدنيا إذا أقبلت باضت الحمامة عل الوتد وإذا هي أدبرت بال الحمار على الأسد!