عبء الكتابة بحد ذاته عبء غير يسير او هو كذلك عندي على الاقل ويكون العبء اثقل واصعب عندما يكون مجالها الاطراء والثناء على الاعمال والاشخاص لكن ذلك لايعني ابدا ان لاتقابل جهود المخلصين والمتميزين بالشكر والتقدير اللذين هما اقل ما يمكن ان يقدم لامثال هؤلاء تكريما لهم وتحفيزا للغير على الاقتداء بهم. ولكن الذي يجعل هذا العبء مريحا هو الشعور بالطمأنينة لسببين اولهما ان يكون الثناء على الاعمال والاشخاص - اي على الاشخاص بما قدموه - وثانيهما ان من نحاول ان نحصى بعض مناقبه يغادر مركز المسؤولية بالتقاعد وليس في الموقع الذي كان فيه مما يدفع مظنة الرغبة في التزلف او جر المنافع اما ثالث هذين السبيين فهو ان ما سوف نعده من مناقبه واخلاقه امر يشهد عليه كل من عرف فهد بن عبدالرحمن السكران خلال مدة عمله لاكثر من اربعين عاما في العمل الحكومي وفي المنطقة الشرقية بشكل خاص, فقد جمع الرجل بشهادة كل من عرفه وفي جميع المواقع التي شغلها بين حسن الخلق وعلو الهمة والنخوة والاخلاص وتحمل المسؤولية والامانة. واذا كان الفضل بعد الله في ما وصلت اليه بلادنا من تقدم في جميع المجالات بتوجيهات قيادتنا الرشيدة التي وضعت الرجل المناسب في المكان المناسب فان السكران من هؤلاء الذين كانوا على قدر المسؤولية واهلا للثقة. لقد تزامنت فترة عملنا في ادارة مركز الاشراف التربوي بمحافظة القطيف مع فترة تحمل الاستاذ/ فهد السكران.. مسؤولية المحافظة فكان نعم العون والسند في متابعة كل ما يهم المعلمين والطلاب واولياء امورهم, وهذا هو شأنه مع سائر قطاعات الخدمات في المنطقة, وقد كنا نلمس ذلك واضحا من خلال الاجتماعات الدورية لمسؤولي جميع الدوائر بالمحافظة ومن خلال حرصه على رعاية وحضور المناسبات التعليمية والفعاليات التربوية وما تحتاجه من جهد كبير سيما وان معظمها يتم خارج اوقات الدوام الرسمي ومع ذلك فقد كان يحرص على حضورها لما يؤمن به من اهميتها في تحفيز العاملين واذكاء هممهم وتشجيعهم. لقد كان السكران - طول مدة عمله - مثالا للمسؤول وللمواطن الصالح في آن معا فاستحق المحبة من المواطنين والتقدير من المسؤولين وقد كان ذلك واضحا في تمديد خدماته بعد تجاوزه المدة المحددة للتقاعد الى ان اختار ذلك بنفسه. نسأل الله ان يحسن جزاءه ومثوبته وان يكثر من امثاله. انه اهل ذلك والقادر عليه وهو الهادي الى سواء السبيل. * مدير مركز الاشراف التربوي - بالقطيف