جاء في الصحيح عن أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها قالت: استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة من نومه وهو يقول: ( لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه) وعقد سفيان أحد رواة الحديث بيده عشرة، قالت له زينب : يا رسول الله ! أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال (نعم إذا كثر الخبث) رواه البخاري . وفي يوم من الأيام أشرف رسول الله على أطم من آطام المدينة فقال لأصحابه : ( هل ترون ما أرى ؟ إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر) رواه البخاري لماذا هذا الفزع ولماذا هذا التحذير من الرسول لأصحابه ؟؟ إنه خوفه الشديد على أمته أن تتغير وتتبدل .. إنه لما كان وجود هذه الفتن أمراً قدرياً لا بد منه أراد أن ينصح من ينتصح من أصحابه ومن يأتي بعدهم حتى يتعاملوا على مقتضى الشرع لينجوا من العقوبات ويتمسكوا بدين الله انه أراد التحذير من مسببات تلك الفتن وهي كثيرة ولا يزال يوجد من ينتفع بهذه الأحاديث ممن وفقه الله . وأقف هنا مع بعض الفتن التي حذرنا منها الرسول الله صلى الله عليه وسلم : ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم الأخذ على يد الظالم، فعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) وإني سمعت رسول الله يقول: (إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه) رواه أحمد بسند صحيح ترك الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها وأولهن نقضاً الحكم، وآخرهن الصلاة) . رواه أحمد بسند صحيح قبض العلماء واتخاذ رؤساء جهال كما جاء في الحديث الصحيح صالح بن حمد