عزيزي رئيس التحرير مع ورود الأنباء والصور الفاضحة التي تكشف حصول انتهاكات صارخة لحقوق الانسان في العراق من خلال تعرض المعتقلين لممارسات مهينة واعمال تعذيب على ايدي الجنود الأمريكيين والبريطانيين، تزداد الشكوك وتكثر التساؤلات حول الوضع اللاإنساني الذي يعيشه المعتقلون في غوانتانامو مع استمرار حالة اليأس التي تسيطر عليهم بسبب عدم تطبيق الولاياتالمتحدة عليهم قواعد التعامل مع أسرى الحرب وحرمانهم من أي تمثيل قانوني واستمرار اعتقالهم من دون محاكمة. ان التكتم الشديد من قبل السلطات الأمريكية تجاه الاوضاع الحقيقية لهؤلاء المعتقلين وعدم السماح بزيارة المنظمات الإنسانية المتخصصة لهم للوقوف على حقيقة الحالة التي يعيشونها، كل ذلك يزيد من احتمال تعرضهم للتعذيب والتجاوزات غير القانونية بدرجة تفوق ما تعرض له المعتقلون في العراق اذا اخذنا في الاعتبار مدى الخطورة التي يمثلونها كما تدعيها السلطات الأمريكية مما يثير التساؤل التالي.. هل الصورة التي يعيشها معتقلو غوانتانامو هي نفسها التي ظهر عليها معتقلو سجن أبو غريب أم هي اشد في الحقيقة؟ لقد اوردت صحيفة الواشنطن بوست خبرا يفيد بأن الحكومة الامريكية قد وافقت في ابريل 2003م على السماح للقائمين على معتقل غوانتانامو باستخدام اكثر من عشرين طريقة تمثل تقنيات مناسبة لعمليات الاستجواب الهدف منها ارهاق المعتقلين جسديا ونفسيا قبل اخضاعهم للاستجواب ومن هذه الطرق عكس وتيرة نومهم وتعريضهم للحرارة والبرودة على وقع موسيقى صاخبة وأضواء ساطعة وكذلك استجواب المعتقل بدون ثيابه وإجباره على الوقوف لساعات طويلة. وهذه الاساليب لا تختلف كثيرا في جوهرها عن الممارسات التي حدثت في العراق كما انها تمثل انتهاكا فاضحا لنص المادة السابعة عشرة من الاتفاقية الثالثة من اتفاقيات جنيف لعام 1949م بشأن معاملة أسرى معتقلي الحرب والتي تحرم ممارسة أي تعذيب جسدي او نفسي او اي وسيلة من وسائل الاكراه على اسرى الحرب بقصد الحصول على معلومات. ومن جهة اخرى تلقى فريق المحامين السعودي خلال الايام الماضية ومايزال العديد من الاتصالات من اهالي المعتقلين السعوديين في غوانتانامو على اثر فضيحة تعذيب المعتقلين في سجن ابو غريب حيث ازدادت مخاوفهم على مصير ابنائهم وخصوصا مع توالي الصور البشعة للانتهاكات والتجاوزات التي قام بها الجنود الامريكيون ومما زاد في حجم هذه المخاوف انقطاع الرسائل التي كانت ترد من ابنائهم منذ اكثر من ثمانية شهور والتي كانت تشكل لهم نسبيا عنصر اطمئنان. ومما لاشك فيه ان هذه المخاوف مشروعة لاهالي المعتقلين الذين مازالوا ينتظرون الافراج السريع عن ابنائهم وعودتهم الى الوطن، واود في هذا السياق بصفتي عضوا في فريق المحامين السعوديين عن معتقلي غوانتانامو ان اطمئن اهالي المعتقلين بان هذا الملف هو موضع اهتمام من قبل المسئولين السعوديين ونحن متفائلون بقرب الافراج عن عدد من المعتقلين نتيجة الجهود المبذولة من قبل المسئولين المعنيين في وزارتي الداخلية والخارجية ومن فريق المحامين السعوديين الذي يتابع اتصالاته مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر ويبذل جهوده المختلفة في هذا الشأن. واخيرا ان التساهل مع التجاوزات غير المشروعة من اعمال تعذيب وغيرها بحق المعتقلين وتحت اي ظروف هو في حد ذاته يمثل خروجا على مبادىء حقوق الانسان التي صانتها الاتفاقيات الدولية واستقر العرف الانساني عليه، وهي في نفس الوقت موضع ادانة واستنكار. المحامي كاتب الشمري أمين عام لجنة الدفاع عن معتقلي غوانتامو واسرى الحرب ومحامي المعتقلين السعوديين غوانتانامو.. وابو غريب ما الفرق بين الاثنين؟ وفي الاطار كاتب الشمري