تسعى سلطنة عمان إلى احتلال مكان على خريطة السياحة في العالم بانتهاج استراتيجية شاملة للترويج للسلطنة كوجهة سياحية تقدم للسائح الاجنبي مجموعة من المميزات والاغراءات السياحية. وتعتزم عمان إنفاق 30 مليون دولار للترويج السياحي خلال عامي 2004 و2005 من خلال حملة مكثفة عبر وسائل الاعلام العربية والعالمية مع جانب المشاركة في الملتقيات والمؤتمرات السياحية في أنحاء العالم. ووقعت سلطنة عمان في نهاية العام الماضي 2003 اتفاقية لانشاء مشروع (بر الجصة) السياحي بتكلفة تبلغ 170 مليون دولار على أن ينتهي العمل فيه في نوفمبر العام القادم إضافة إلى مشروع (الموج) السياحي الضخم في مسقط . ومشروع بر الجصة من المشاريع السياحية العملاقة وهو مشروع مشترك بين الحكومة والقطاع الخاص بهدف استقطاب الافواج السياحية إلى سلطنة عمان خلال السنوات المقبلة. وذكر وزير التجارة والصناعة العماني مقبول بن علي سلطان أن السلطنة تقدمت بطلب للانضمام إلى منظمة السياحة العالمية. ويتوقع الاعلان عن انضمامها رسميا إلى المنظمة خلال اجتماعها في يوليو القادم في الهند. ويرى الوزير العماني أن انضمام السلطنة إلى منظمة السياحية العالمية سوف يمكنها من الحصول على استشارات من خبراء المنظمة للعمل على حل المشكلات التي تواجه قطاع السياحة العمانية. وتهدف سلطنة عمان إلى الوصول بنسبة مساهمة قطاع السياحة إلى ثلاثة بالمئة من إجمالي الناتج المحلى بحلول عام 2020. ويقول وكيل وزارة التجارة والصناعة لشئون السياحة محسن بن خميس البلوشى إن ملامح الاستراتيجة السياحية العمانية تتبلور في إيجاد صناعة سياحية متميزة في السلطنة وتوظيف جميع أطياف المشهد السياحي وصولا إلى تحقيق الاهداف الاقتصادية المرجوة من قطاع السياحة . وفي هذا السياق تدرس السلطنة حاليا إصدار قانون خاص يسمح لغير الخليجيين بتملك المشروعات السياحية من اجل جذب المستثمرين الاجانب. وتعتزم عمان كذلك إبرام اتفاقيات مع إمارتي أبو ظبي والشارقة بدولة الامارات بهدف تسهيل دخول السائحين الحاصلين على تأشيرة لاي من الجانبين لزيارة الطرف الاخر دون الحصول على تأشيرة مسبقة . علما بأن السلطنة سبق لها توقيع اتفاق مماثل مع دولة قطر ومع إمارة دبي وذلك لعلمها بان معظم السياحة التي تفد إليها عبر المطارات والمنافذ الحدودية تأتي من دولة الامارات. ووقعت السلطنة مؤخرا اتفاقيات لتفعيل التعاون السياحي والترويج مع سبع شركات هندية وشركة فرنسية كما شاركت 12 شركة عمانية في معرض برلين السياحي في مارس الماضي. وشاركت السلطنة كذلك في معرض الكويت للسفر والسياحة في ابريل وفي معرض سوق السفر العربي بدبي في مايو الجاري ولديها مشاركة اخرى خلال هذا الشهر أيضا في معرض (ايمكس) لسياحة المؤتمرات بمدينة فرانكفورت الالمانية. وتحاول سلطنة عمان استغلال إمكانياتها السياحية الممثلة أساسا في شواطئها التي تمتد لمسافة 1700 كيلومتر إلى جانب نحو 600 قلعة وحصن أثري يرجع بناء تاريخ بعضها إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة فضلا عن السياحة الجبلية وسياحة المغامرات وسياحة السير بين الجبال واستكشاف الكهوف القديمة. وتشير الاحصائيات الرسمية إلى أن عدد السياح الذين أقاموا في المنشآت السياحية بسلطنة عمان العام الماضي بلغ نحو 1.1 مليون سائح من أصل 3ر1 مليون زائر دخلوا السلطنة عبر المطارات والمنافذ الحدودية المختلفة طوال العام.