هناك فئة من الناس يحبون الأثرة، يؤثرون بالجود والكرم، والفضل والاحسان للآخرين على أنفسهم وجل القائل : (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) آيه 9 الحشر . يبتعدون عن الأذى والإساءة لغيرهم، وجل القائل (لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى) آية 264 البقرة . لا يسعون إلى توجيه الأذية للخالق بالتهاون في الصلاة، أو في أي حق من حقوقه .. يطمعون في مجالسة اهل الخير ويبتعدون عن أهل الشر .. يعبدون الله حق عبادته .. يتعاملون بالحسنى مع خلقه .. يبتعدون عن شياطين الجن والأنس، فيلذوون بالله ويفرون إليه في جميع أمورهم وأحوالهم. وبعكس هذه الفئة السابقة يجد المتعامل مع الناس أن بعضهم لا يكفون أذاهم عن الآخرين، ويعتدون عليهم بالظلم والقهر والفرقة فيما بينهم .. يوجهون الإساءة والاستهزاء والسخرية لأناس غافلين آمنين .. يصرون على الخطأ والذنب مبتعدين عن الاستغفار لله لجهلهم وحماقتهم .. يتطاولون ببذاءة اللسان والابتذال في الكلام الذي لا فائدة منه .. يبطرون بالنعمة فلا يشكرون الله ويتعاونون على الإثم والعدوان ولم يتعظوا بقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) آية 2 المائدة . يتآزرون على الظلم في هضم حقوق الآخرين .. يتعالون عليهم بالغطرسة والكبرياء .. يسعون إلى غرس الاحباط في نفسيات الآخرين بالبغضاء والشحناء والتنازع فيما بينهم .. لا يعترفون بفضل من أحسن إليهم .. الله يقبل توسلات عبده بصالح اعماله لكن بعض الناس يرفض ذلك فيبادل الاحسان بالنكران والجحود .. يغترون بما رزقهم الله من نعمة المال الكثير فيشمخون بأنوفهم على إخوانهم من عباد الله .. همهم الوجاهة أمام الناس ليعتلوا منصة الأعجاب بالنفس .. يثورون لاتفه الأسباب دون استشارة العقل والاستماع إلى الناصحين . الشيطان عدو لابن آدم، وعداوته ظاهرة وجل القائل : (كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك) آية 16 الحشر والشيطان يعد أبناء آدم ويمنيهم وما يعدهم إلا غروراً .. يدعوهم إلى التنازع والبغضاء والخصام ليقطع التواصل بينهم، فيقعون فريسة له إنه يسعى بالفتنة بينهم، ومن الناس من يستجيبون له فيرددون الأيمان المعقدة على أقل مناقشة ويحشرون أنفسهم في النقاش الى ذكر أمور يبغضها الله، نسأل الله لنا ولهم الهداية ويتناسون أن الشيطان حريص على الضرر بهم، جاء في الحديث: (عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن ابليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا قال ثم يجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته ، قال فيدنيه منه ويقول: نعم أنت (قال الأعمش : أراه قال:) فيلتزمه. فأين هذه النوعية من الناس من الطاعة العمياء للشيطان ؟ وأين هم من القدوة الحسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي وصفه الله بقوله الكريم ؟ (وإنك لعلى خلق عظيم) آية 4 القلم، وأين هم من الأخلاق الإسلامية التي : هي السلوك من أجل الحياة الخيرة وطريقة للتعامل الإنساني. @@ عبداللطيف بن سعد العقيل