يعتقد الكثير من الآباء والأمهات أن إحضار اسطوانات (السي دي) الخاصة بالألعاب الإلكترونية إنما هي مجاراة للعصر الحديث ونوع من التقدم التقني بينما أطباء المخ والأعصاب يحذرون من خطورتها على مخ وأعصاب الأطفال لان مخ الطفل غير قادر على استيعاب وتحمل مثل هذه الألعاب التي يمكن أن تثير وتسبب له أمراضا خبيثة ونفسية مليئة بالمشاحنات التي تكون فوق طاقته وعدم تحمله لصغر سنه كما أن اللعب الكثير بالألعاب الإلكترونية يسبب آلاما في الجسم والمفاصل وتشنجا وصداعا وحالات كثيرة من الاختناق لان بعض الأطفال يعانون ضيق التنفس فتزيد عليهم من كثرة شد الأعصاب ومخ الطفل لا يتحمل لأنه ليس له قدرة على متابعة الأشياء الصعبة في ظل عدم إدراكه بمخاطرها والطفل عامة لا يدرك شيئا غير اللعب والتسلية وإمضاء وقته كله.. (اليوم) استطلعت القضية من عدة جوانب فكان التحقيق التالي: الطفولة البريئة ترى منى العتيبي (5 سنوات) ان الألعاب الإلكترونية جميلة جداً، وبالأخص ألعاب (البلاي ستيشن).. وتقول: املك أشرطة متنوعة في المنزل، وألعب دائما مع إخوتي الأكبر مني، ولا اغضب إذا خسرت.. وماما تسمح لي باللعب ساعتين يوميا، ولا تتعب عيني من كثرة اللعب. يلعب عبدالمحسن الدغرير (5 سنوات) كل يوم بضع ساعات مع أخته.. ويقول: أحب الألعاب الكثيرة الموجودة في (السي دي)، وإذا خسرت فإنني لا اغضب أبدا، وألعاب البلاي ستيشن مسلية للغاية، وأبي يشتري لنا كل الأشرطة التي نرغب فيها. أغضب وأفرح للعب أما مشاري أبو سريد (5 سنوات) فيحب اللعب في (الجيم بوي والسوني).. يقول: ألعب دائما مع ماما، وأحيانا مع إخوتي, وأكثر لعبة أحبها هي لعبة (سبيدرمان وبيكاتشو)، وإذا خسرت فأغضب قليلا ثم أرضى, وأنسى الغضب، لأنها مجرد رسوم متحركة. ويرى إبراهيم القحطاني (5 سنوات) ان أجمل لعبة في جهاز البلاي ستيشن لعبة (الباك مان)، لأنه يطير وهو مغطى الوجه، ولا يهاب منه شيء، وأنا أحاول تقليده كثيرا، لأنني قمت بشراء الزي الخاص ب (بات مان)، ولكن للأسف لم أستطع الطيران مثله.. مضيفاً: ألعب 3 ساعات متواصلة، وإذا خسرت في اللعبة فلا أتضايق، وإنما أعيد الكرة مرات ومرات. المرحلة الابتدائية والألعاب ويقول نايف (طالب في المرحلة الابتدائية): أحب اللعب في (البلاي ستيشن) كثيرا، وأمي تعطيني الفرصة وقتما أشاء اللعب، لكي أتعلم أشياء مفيدة قيمة, ولكن اغلب الألعاب لا اعرف كيف أكملها، لأن فيها مراحل كثيرة وصعبة، وأكثر الأوقات التي أقوم بتشغيل البلاي ستيشن أو جهاز الكمبيوتر الخاص بأختي من اجل اللعب بعد أداء دروسي وواجباتي المدرسية، لأن أمي لا تسمح لي إلا إذا أديت واجباتي، وحفظت دروسي كلها، لأن الألعاب لا تؤثر على مستواي الدراسي والألعاب الموجودة في الأسطوانات (السيديات) تختلف بين سيئ وجيد ومفيد، وأنا اعرفها تمام المعرفة، حتى لا أدمر تفكيري بها, وماما دائما تنتقي لي المفيد, وأحب أن انصح الأطفال الذين يلعبون بهذه الألعاب طوال اليوم بألا يكثروا منها، لأنها تؤثر على المخ والأعصاب والنظر يصبح ضعيفا، لأن شاشة التليفزيون تؤثر على البصر. الدرس أهم وتؤكد نور البخاري (10 سنوات) أنها من هواة الألعاب الإلكترونية، وتفضل اللعب بها أحيانا وليس دائما، لأنها ليست ذات أهمية عندها، فالدرس أهم من هذه الألعاب.. وتقول: إذا أحببت التسلية فأنا أمارسها في العصر أحيانا، بعد إتمام الدرس، حيث ألعب لمدة ساعة أو ساعة ونصف الساعة، وبالنسبة للألعاب فهي ألعاب عادية جدا، ولأنني لا اهتم كثيرا بها مثل اهتمامي بدروسي. وتنصح نور الأطفال بأن يلعبوا في وقت الفراغ فقط، مع عدم الغضب والتأثير إذا ما منعته أمه عن كثرة اللعب بهذه الألعاب.. وتقول: أنا بصراحة لا اغضب إذا فشلت في إحدى مراحل اللعبة. تدني مستواي الدراسي ويجيد الحارث على صالح (12 سنة) استعمال جميع الألعاب الإلكترونية مثل (الجيم بوي) و(البلاي ستيشين)، ولكنه يفضل (السيديات)، التي استمتع باللعب بها، التي تخص الرياضة، وهي مسلية وممتعة للغاية، وألعب بها في أوقات الفراغ، وهي من أسباب تدني مستواي الدراسي، وبوضوح هي سيئة بعض الشيء، لأن أكثر (السيديات) تعرض رسوما عارية، وأنا بصراحة انصح زملائي بأن يتركوها لبعض الوقت، من اجل إتمام دروسهم، لأن كثرتها تضرهم نفسياً ودراسياً. أعشق اللعبة وعن التعلق وتأثير الألعاب على المستوى الدراسي يقول طلال سالم (15 عاماً): نعم اعشق هذه اللعبة، لدرجة أنني ألعب بها طوال اليوم، وأحيانا ألعب بها في الصباح قبل الإفطار، وقبل عمل أي شيء، وكأنها فرض واجب علي، وقد أثرت كثيرا على تحصيلي الدراسي، حيث رسبت في الامتحان، بسبب عدم المذاكرة، وأحسست بخمول وعدم التركيز في الدروس، وأصدقائي في نفس عمري، ولكنهم أذكى مني في التفكير والحديث، لأن وقت اللعب عندهم محدود، وأصبحت لا اخرج من البيت، بسببها، وصغر عقلي وتفكيري، مما يجعلني في حرج من مقابلة الأهل والأصدقاء. وينصح طلال الأطفال بعدم الجلوس أمام (البلاي ستيشن) طويلا، لأنه يوقف نمو العقل، ويجعل الإنسان كثير الغباء، وتفكيره يكون محدوداً. الألعاب تنسيني دروسي وتفضل مروى العتيبي (14 عاما) جميع الألعاب الإلكترونية، وتفضل لعبة (شريط كراش) و(بيبسى مان).. وتقول: الوقت متاح لي في أي ساعة أشاء للعب, وأنا أشعر أحيانا بأنني أنسى دروسي بسبب هذه الألعاب، وفي رأيي أن هذه الألعاب سخيفة، لأنها تضيع الوقت، ولا يوجد عندي تركيز للدرس، وعندما افتح الكتاب أجد تفكيري كله في هذه الألعاب، وأخي الأصغر يبلغ من العمر 6 سنوات يقلد الحركات التي تظهر في (السيديات)، كالطيران، ويحاول السير مثل بعض الشخصيات، وهذه الألعاب فيها مضرة للصحة، وانهيار العقل، واضطراب في النفس، وهزال الجسد، لأنها تشد التفكير، وتجعل الأطفال يقبلون على شرائها، حتى لو كانت مقلدة.