شارفت هذه الإجازة على الانتهاء، ولاحت بالأفق تباشير العودة، فهنيئا لمن استمتع بلحظات مع أسرته، مرت سريعاً ومنها نعود والعود أحمد إلى دائرة الحياة وعجلة الروتين اليومي التي لا تخلو من الضغوط، وهو الأمر الذي يجعل كلا منا يفتش في ساعات يومه عن لحظة تبهجه وتعدل ميزانه، حيث تختلف تلك البرهة المنشودة من شخص الى آخر، إلا أن الناس في العالم أجمع على اختلاف ثقافاتهم وميولهم قد اتفقوا على أن فنجان القهوة مرتبط بلحظات الصفاء والأريحية. لكن ما رأي أهل الطب في احتساء القهوة يوميا وتأثيره على صحتنا؟ أهي ضارة أم مفيدة ؟ لقد تضاربت الدراسات القديمة والحديثة حول ذلك، إلا أن آخر ما توصلت إليه الأبحاث قد يرجح مثقال كفة الفوائد لاحتوائها على نسبة عالية من مضادات الأكسدة المعروفة بتأثيرها الوقائي من شيخوخة الخلايا وتسرطنها، وهذا يخالف الاعتقاد السائد فيما مضى بأنها قد تكون سببا في المرض الخبيث، ومما يذكر لصالحها تأثيرها الجيد في الحماية من بعض أمراض الكبد خاصة التليف، ومن الجدير بالطرح أن إحدى الدراسات التي أحدثت ضجة أخيرا في الأوساط الطبية والإعلامية ربطت بين تناول قدح القهوة والحد من الإصابة بمرض السكري(من النوع الثاني)، وتربو هذه الفائدة المتعلقة بالوقاية من السكري كلما زاد عدد أكواب القهوة التي يتم تناولها يوميا، فالموضوع نسبة وتناسب وكونها مادة منبهة تجعل فاعلية وظائف المخ أفضل من تركيز وتحليل واسترجاع معلومات، كما يمكنها أن تقلل من احتمالات أن يعاني الشخص من مرض الزهايمر، وخلافا للاعتقاد السابق فإن القهوة لا تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. إذا استمتعوا بقهوتكم لكن مع مراعاة القاعدة العامة في كل أمر، وهي الاعتدال حيث إن الإفراط فيها يزيد من التوتر والقلق، وتتحكم طريقة تحضيرها أيضا بدرجة مضارها، فكلما احتوت على اضافات أكثر من السكر والكريمة فهذا يقلل من منفعتها، وربما كان ذلك برأيي الشخصي من صالح فنجان القهوة العربية مقارنة بكوب الكوفي. الناس في العالم أجمع على اختلاف ثقافاتهم وميولهم قد اتفقوا على أن فنجان القهوة مرتبط بلحظات الصفاء والأريحيةمما نسب لأحد الشعراء العرب القدماء في وصف القهوة: صفراء تضحك فيها الشمس تحسبها تبرا يذاب ومسكا عقه الماء ترغي وتزبد فوق النار في غضب كأنها ولهيب النار أعداء