لم يقتنع العرب بتعهد الرئيس الامريكي جورج بوش بمعاقبة الامريكيين الذين اساءوا معاملة وقتلوا اسرى عراقيين قائلين ان بادرة بوش صغيرة وجاءت متأخرة جدا. وقال جواد العناني وزير الخارجية الاردني الاسبق : في ظل الديمقراطية لا تحدث هذه الاشياء على الاطلاق.. هذا تعهد بوش لن ينطلى على المستمع العربي ..انها اشارة طيبة لكن كان عليه بوش ان يعتذر علنا. وقالت ريم الحصري وهي فلسطينية : الضرر حدث بالفعل.. العراقيون فقدوا الثقة في الافكار الكبيرة عن الديمقراطية والحرية الامريكية.. بصرف النظر عما قاله بوش..لقد رأى العراقيون عكس ما وعدوا به. وسعى بوش لتحسين صورة الولاياتالمتحدة بين العراقيين والعرب بتقديم تعهد شخصي من خلال قناة تلفزيونية ناطقة بالعربية بمعاقبة الامريكيين المسؤولين عن اساءة معاملة وقتل سجناء عراقيين . وقال بوش لقناة العربية ومقرها دبي : ينبغي ان يعرف الناس في الشرق الاوسط ان الممارسات التي وقعت في هذا السجن مقززة وانها لا تعبر عن امريكا. واضاف قائلا : من المهم ان يعلم شعب العراق انه في الديمقراطية ليس كل شيء مثاليا.. الاخطاء ترتكب. لكن في الديمقراطية ايضا يجري التحقيق في هذه الاخطاء وسيقدم المخطئون الى العدالة. لكن كلمات بوش لم تجد لها صدى لدى رجل الشارع في العالم العربي. وقالت الاردنية جومانا احمد : الكلام سهل. لكن ما حدث حدث وحديث بوش في قناة تلفزيونية عربية لا يلغيه.. هدف الولاياتالمتحدة من الاطاحة بصدام حسين كان تعذيبه لشعبه .. الجنود الامريكيون قاموا بنفس الشيء التعذيب ضد العراقيين . وقالت جيهان وهي امرأة لبنانية تبلغ من العمر 29 عاما : هذا مجرد استعراض التعهد انهم يحاولون التستر على هذه الانتهاكات. ما كان بوش ليفعل هذا لو لم يتم الكشف عنها. وكانت صور لسجناء عراقيين عراة ورؤوسهم مغطاة اذيعت للمرة الاولى الاسبوع الماضي في شبكة تلفزيون سي.بي.اس الامريكية واذيعت فيما بعد بقنوات تلفزيونية عربية وعالمية وفي العديد من الصحف قد اثارت غضبا عالميا واسع النطاق واثارت سخطا شديدا في العالم العربي. واوضح تحقيق اجراه جنرال امريكي حول انتهاكات في سجن ابو غريب ان السجناء اجبروا على اللواط وتعرضوا للضرب من الجنود الامريكيين الذين اجبروهم ايضا على ممارسة العادة السرية اثناء تصويرهم. وقال الجيش الامريكي ايضا انه حقق في وفاة 25 سجينا اثناء اعتقالهم من قبل القوات الامريكية في العراق وافغانستان واظهر التحقيق ان جنديا بالجيش الامريكي ومتعاقدا مع المخابرات المركزية الامريكية قتل كل منهما سجينا في العراق الذى حدثت به معظم هذه الوفيات. وقال باتريك سيل الخبير في شؤون الشرق الاوسط ان خطاب بوش غير مقنع وغير مؤثر بالمرة وانه محاولة لتقليل اثار فضيحة الانتهاكات التي اضرت بسياسة الولاياتالمتحدة التي تدعو للديمقراطية والحرية في العالم. وقال العديد من العرب ان بوش فقد المصداقية منذ وقت طويل بسبب تأييده لاحتلال اسرائيل لاراض فلسطينية وشنه حربا على العراق بناء على مزاعم كاذبة بامتلاكه اسلحة دمار شامل. وقالت ماجدة غزالي وهي مصرية : بوش هو اكبر كذاب واكاذيبه ابتداء من غزو العراق الى فضيحة السجناء انكشفت..اذا كان يريد من الناس ان يصدقوه فعليه انهاء احتلاله للعراق وجعل اسرائيل تنسحب من الاراضي الفلسطينية. وداخل مقهى في بغداد حيث تجمع عدد من الرجال لمشاهدة بيان بوش في التلفزيون قال عبد القادر عبد الرحيم أحد رواد المقهى انه لا يشك في ان الجيش الامريكي سيحقق في الانتهاكات. لكنه ابدى شكوكه في ان يؤدى التحقيق الى تغيير الاوضاع في العراق. وقال : انا اصدق بوش عندما تحدث عن اجراء تحقيق لان الامريكيين لديهم ديمقراطية وفي هذه الديمقراطية فان بوش نفسه يمكن ان يخضع للتحقيق. واضاف قائلا : لكن ما حدث في العراق مختلف عن نظمهم الديمقراطية نحن جميعا نعامل مثل السجناء هنا. وقال العديد من العرب ان الانتهاكات ضد السجناء العراقيين اظهرت الاحتقار الامريكي للعرب. وقال محمد حسني سلطان وهو سعودي في التاسعة والثلاثين من العمر : لا اعتقد ان بوش سيحاسب جنوده بنفس الطريقة التي سيحاسبهم بها لو اقترفوا نفس الجرائم ضد امريكيين... ان حالة اغتصاب واحدة في الولاياتالمتحدة تثير غضبا عاما عارما. وتساءل قائلا : ترى ماذا يقولون عن هذا الاغتصاب الهمجي وعن قذارات جنود بوش. واضاف احمد تركي البالغ من العمر 42 عاما : يجب على بوش قبل ان يعتذر عن اساءة معاملة السجناء ان يمنع قواته من اساءة معاملة المدنيين العراقيين الابرياء وقتلهم.