يعقد اليوم اجتماع بفرع وزارة الشؤون الاجتماعية بالدمام بين ممثلين للمجموعة التي حصلت على الموافقة في إنشاء أول جمعية خيرية لمكافحة أمراض الدم الوراثية بالمملكة، وبين مجموعة تقدمت حديثا تطالب بإنشاء جمعية مماثلة في نفس المنطقة, من أجل حسم القضية. وكان من المقرر إنشاء الجمعية في الأحساء، وحصلت المجموعة الأولى على موافقة وزارة الشؤون الاجتماعية بتاريخ 16/2/1425ه، وبتوقع المشرف العام على المؤسسات والجمعيات الأهلية.. وبعد أكثر من سنتين من المتابعة المستمرة في المطالبة بإنشائها, والجمعية التي تعتبر باكورة العمل الخيري الأهلي لمرضى الدم الوراثي بالمملكة، معرضة للتأخير، وربما للإلغاء، نتيجة ظهور المجموعة الجديدة، بعد موافقة الوزارة، وقد طلبت الوزارة بشكل مفاجىء من المجموعة القائمة على المشروع من أطباء ورجال أعمال ووجهاء ونشطاء وعلماء دين بتأجيل العمل بشكل فعلي وعملي، حتى يتم الاتفاق وحسم الأمر بين المتقدمين من المجموعتين. وشكل هذا الطلب صدمة كبيرة ومؤلمة لكل من كان ينتظر فتح الجمعية، بعد سنوات عديدة من المطالبة والمتابعة للمرضى ولجميع المهتمين بأمراض الدم الوراثية. واعتبر جمعة الحداد، أحد القائمين والمسؤولين والمتابعين للمشروع منذ كان فكرة، التأخير في فتح الجمعية، التي طال انتظارها كثيرا، للقيام بدورها الطبيعي في خدمة ومساعدة وتوعية مرضى الدم الوراثية الذين ينتشرون بكثرة في المنطقة الشرقية، ليس من صالح أي فرد أو جماعة في المجتمع والوطن.. ففي كل يوم يزداد عدد المصابين بأمراض الدم الوراثية, وتزداد معاناة المرضى, وتشتد الحاجة الضرورية لوجود جمعيات مرادفة للمراكز الحكومية، للقيام بالدور المساهم والداعم في تخفيف معاناة المصابين بالمرض, والمشاركة بالعلاج, والتوعية الشاملة, وإعداد الدراسات والبحوث في هذا المجال. واعتبرت مجموعة من النشطاء الاجتماعيين قرار الوزارة بالتأجيل غريبا ومستغربا وغير مقنع، مهما كانت الأسباب، فالتأخر في إقرار الجمعية لتقديم خدماتها للمحتاجين من مرضى وعوائلهم، بعد إرسال الموافقة أمر كان ينبغي عدم حدوثه, وانه يشكل حالة فريدة, وحالة من التردد، وربما التخبط, ومحاولة لإرضاء أطراف معينة، أدت إلى وجود حالة من الإحباط والخوف من انهيار المشروع. وطرحت الوزارة فكرة دمج المجموعتين القديمة والحديثة في الجمعية،التي تمت الموافقة عليها، لأن العمل في الأصل يهدف لخدمة أبناء المجتمع المحتاجين، إلا إن هناك من يطالب بجمعية مستقلة.