فيما شهد يوم أمس، يوماً عصيبا لقوات الاحتلال الأمريكي، التي سقط منها 11 جندياً في ثلاث هجمات قرب العاصمة العراقية بغداد، يبدو أن ضوءاً في نهاية نفق مأزق مدينة الفلوجة المحاصرة، قال اللفتنانت كولونيل برناني بايرن أحد قادة مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) إن قواته ستبدأ الانسحاب من الفلوجة (50 كيلومترا غرب بغداد) اليوم الجمعة ونقل الإشراف عليها إلى قوة عراقية. وأعلن ناطق أمريكي أن ثمانية جنود أمريكيين قتلوا وجرح أربعة في انفجار سيارة مفخخة بالمحمودية جنوبيبغداد.. بعد أن قتل في وقت سابق أمس ثلاثة جنود لقي اثنان منهم حتفهما في انفجار استهدف موكبا أمريكيا في مدينة بعقوبة، وقضى ثالث في هجوم صاروخي شرق العاصمة بغداد، وكان مواطن من جنوب أفريقيا قد قتل صباحا في مدينة البصرة إثر إطلاق الرصاص عليه من سيارة مسرعة.. بينما شن قرابة 150 جنديا أمريكيا هجوما على مدينة الزاب (غرب كركوك) في حملة بحث عمن تسميهم (إرهابيين). وفي الفلوجة خيم هدوء حذر على المدينة الليلة قبل الماضية، إلا أن أصواتا لإطلاق الرصاص لم تنقطع طيلة الليل، فيما أشار شهود إلى أن القناصة الأمريكيين مستمرون في قطع الطريق الرئيسي للمدينة.. حتى وسط الأنباء التي سرت عن التوصل لاتفاق نهائي، ويقال إن التهديد الذي أعلنه رئيس الحزب الإسلامي عضو مجلس الحكم محسن عبد الحميد بالاستقالة إذا لم توقف القوات الأمريكية هجماتها على الفلوجة، كان وراء الإسراع بتنفيذه، تحسبا من قوات الاحتلال لانفراط عقد مجلس الحكم أو أن تأخذ المقاومة أبعادا أخرى. وفي بريطانيا نقلت صحيفة ذي غارديان عن مصدر حكومي أنه تم التباحث مع العسكريين في مواضيع عدة على كل مستويات القيادة بما فيها إرسال 2000 جندي إضافي، غير أن المسؤولين العسكريين أكدوا قبل كل شيء أنهم يريدون الحصول على إيضاحات في شأن الوضع القانوني لقواتهم بعد نقل السيادة في نهاية يونيو القادم.. وهو الموقف الذي يتعارض مع موقف وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).