أمضى صالح البحر 15 سنة على المرتبة الرابعة، فيما أمضى يوسف الدهموش 18 سنة بالمرتبة السادسة، وينتظر حسين بوعلي ترقيته منذ 20 سنة، حيث مازال يقبع على المرتبة الخامسة، وأمضى سالم السنين 13 سنة على المرتبة الخامسة، وعبدالله بن معن أمضى 14 سنة في المرتبة الخامسة، وحسين السلطان في المرتبة الخامسة منذ عام 1416ه، وأحمد الخرس منذ 13 سنة لم ينتقل من المرتبة الخامسة، وصالح العليوي أمضى 11 سنة في المرتبة الخامسة . أنهم مجرد عينة من عدد كبير من موظفي وزارة الصحة، من الفنيين والإداريين بمحافظة الأحساء، الذين يعانون من التجميد الوظيفي، التجميد الذي يصل لسنوات طويلة قضوها على مراتبهم، فمنهم من مضى في مرتبته 10 سنوات، ومنهم 15 سنة، ومنهم من توقف مربوط راتبه عن العلاوة السنوية، بسبب عدم حصوله على الترقية، وبالتالي فتح السلم الوظيفي أمامه. (اليوم). استضافت عددا من الموظفين المجمدين على مراتبهم، لترصد معاناتهم، وانعكاساتها على حياتهم، لتضعها على طاولة المسؤولين في وزارتي الخدمة المدنية والصحة. 28 سنة بمرتبة عبدالرحمن خليل الهبوب، يعمل رئيس قسم صيانة، خدم 28 سنة، حصل خلالها على ترقية واحدة فقط، منها 8 سنوات في إحدى القطاعات العسكرية.. يقول: تعينت على المرتبة الخامسة، وحصلت على المرتبة السادسة، ومكثت في هذه المرتبة 3 سنوات، ولكن كان عملي في المنافذ، وأحببت أن أستقر في الأحساء، ولكن لم تكن هناك مرتبة سادسة، وكانت هناك مرتبة سادسة بها موظف فني كهرباء، وبالفعل جئت إلى الأحساء على المرتبة الخامسة، وكنت أريد تصحيح وضعي، ولكن أعترض ديوان الخدمة بأنه يجب أن تكون هناك ترقية من جديد على المرتبة السادسة، فحصلت على ترقية عام 1408ه، وحتى هذا اليوم لم أحصل على ترقية أخرى، أي ان خدمة 28 سنة حصلت خلالها على ترقية واحدة فقط، بينما زملائي الآن على المرتبة العاشرة، رغم أنني من المواظبين على العمل، وفي السابق كانت الوزارة تقوم بتوظيف الشباب السعودي من خريجي الثانوية الصناعية، أما الآن فشركات التشغيل هي التي تتولى تشغيل المستشفيات، براتب 900 ريال، وفي السابق كنا 6 موظفين، وكنا نقوم بالعمل بالكامل في مستشفى الصحة النفسية، وبعد أن جاءت الشركة التي تضم أكثر من 80 موظفاً. ويقترح الهبوب توظيف السعوديين، ويضيف: يجب على مكتب العمل أن يضع سلماً للرواتب، ولا تتحكم الشركة في الأمر، وهناك عدة اقتراحات منها، تحفيز موظفي التعليم الفني بإلحاقهم بالدورات وهم على رأس العمل، وعمل كادر للفنيين أسوة بالفنيين الصحيين، لتشجيع الشباب على الانخراط في الأعمال الفنية، والسماح للفنيين بالعمل بعد وقت الدوام، لزيادة دخلهم الشهري.. ويتساءل الهبوب: لماذا لا يتم ترقية المجتهد، وقد وافقت على فتح الترقية (القبول بان تكون الترقية في أي مكان) في بداية عملي بالصحة، ولكن بعد خدمة طويلة، وبعد أن أصبح لدي عدد من الأبناء وارتباطات عائلية كان من الصعب عليّ فتح الترقية، لتأتيني ترقية على جازان أو الشمال، فنظام الخدمة المدنية يشمل الجميع، فأقترح إما فتح الترقية في إدارة أخرى، أو يتم تعويضه عن السنوات السابقة، كما ان هناك نقطة مهمة، وهي في حالة عقد اجتماع يكون الساعة الثانية ظهراً. بدون بدلات حال صالح جاسم الجبران لا يختلف كثيراً، يقول: أعمل ميكانيكي سيارات، وخدمتي في الصحة تمتد ل 17 عاماً، حصلت خلالها على ترقية واحدة، ومنذ عام 1415ه لم أحصل على ترقية، وللأسف نحن نتعرض للتلوث والإصابات، ولا نأخذ بدلا، وهناك أكثر من ميكانيكي سقط عليه (قير) الماكينة، وانقطعت رجله، كما لا يشملنا الكادر، أو بدل خطر، أو ترقية، لتكون حافزاً لنا. 13المساوة بالجامعيين يعمل صالح عبدالوهاب الناصر كهربائي في الشؤون الصحية على المرتبة الثالثة، منذ عام 1413ه. يقول: أشرف على أعمال خارج المديرية، وأذهب بسياراتي الخاصة، ولا يصرف لي أي بدل، وفي حال حصول الموظف على ترقية تأتيه خارج المنطقة، بعد صبر طويل، والكادر يشمل الفنيين غير الطبيين، وهم مهندسو الأجهزة الطبية، وهم من حملة البكالوريوس، وهو يعملون في نفس العمل، ونتمنى أن يشملنا الكادر. في الصحة ولا يجد العلاج معتوق عايش البوصقر، يعمل ميكانيكيا ورئيسا مكلفا لقسم الأمن والسلامة، أي أنه يعمل على مدار الساعة، وتحت طلب العمل.. يقول: بحكم العمل آتي في ساعة متأخرة من الليل، وهذا لا يحسب ليّ، كما أن عملي ميداني، وأتعرض لبعض المخاطر، وهناك زملاء تخرجوا معنا من الثانوية الصناعية في إحدى الوزارات هم الآن على المرتبة السابعة، ويسابقون على الثامنة، كذلك حينما تتعطل سيارات في هجرة تبعد عن الأحساء 200 كيلومتر نذهب لإصلاحها، ونعود الساعة الثانية فجراً، كذلك لو كنت أريد العلاج في أي عيادة لا أستطيع، حيث يقولون ليّ (أذهب للمركز الصحي، ليعطيك تحويلا، أو عن طريق الإسعاف)، لدي بنت تتألم من أسنانها، ولا أستطيع علاجها، فأضطر للذهاب إلى المركز الصحي الساعة السادسة صباحاً، حتى أستطيع الحصول على رقم، بينما أنا موظف في الصحة، وأحرج أمام عائلتي، نحن نضع همومنا على طاولة وزير الصحة ووزير الخدمة المدنية، على أمل الحصول على حل لمشكلتنا. الترقية بنقل حسن سعد القنبر يتحدث بحرارة عن وضعه، يقول: تخيل منذ تاريخ 28/12/1409ه وأنا أعمل في وظيفة كاتب بالمرتبة الخامسة في أحد المراكز الصحية بالمبرز، وهناك زملاء تم تعيينهم معنا في نفس اليوم، ومنهم من تعينوا بعدنا، حيث تخرجت من معهد الإدارة العامة وتم تعيينا في عدة وزارات، وزملائي الآن منهم من هو في المرتبة السابعة، ومنهم من في الثامنة، رغم أنني أمضيت 10 سنوات، ولقد فتحت الترقية على مستوى المملكة، وأيضا لم أحصل على ترقية، وبعد 10 سنوات، وبعد زيادة الارتباطات العائلية من الصعب مباشرة الترقية بعد هذه المدة، بينما الحصول على ترقية كل 4 سنوات هي حق من حقوق الموظف، وللأسف المتعاقد يحصل على مميزات، لا نحصل عليها، مثل بدل السكن، والعلاوة السنوية وتذاكر السفر، بل حينما تتوقف العلاوة يقدم المتعاقد خطابا، وتأتيه العلاوة، وأعتقد أن ذلك سيكون له اثر نفسي سيء على الموظف، والترقية عبارة عن ميزة مالية ومعنوية للموظف المجتهد، فلماذا يتم ترقية موظف من الأحساء بنقله إلى المنطقة الشمالية أو الغربية، وبعد خبرة في القسم 15 سنة ينقل إلى منطقة أخرى، وحينما يذهب الموظف يقال له (ممنوع الندب). محمد الزمامي يعمل مساعد ميكانيكي على المرتبة الأولى.. يؤكد أنه أمضى 15 سنة في هذه المرتبة.. ويتساءل: متى أحصل على الترقية، هل أحصل عليها بعد التقاعد؟ ما المرتبة التي سوف أتقاعد عليها؟