الآن عادت حليمة لعادتها القديمة عندما اعلن النادي الاهلي المصري تهديدة بالانسحاب من بطولة ابطال العرب احتجاجا على اتحاد بلده لعدم اجازته لعدد من اللاعبين بالمشاركة مع انديتهم واتخاذ هذا الخلاف الداخلي كفرصة للانسحاب تجنبا للكوارث التي قد تحل بهم من الفرق العربية الاخرى كنوع من العذر الذي اراه في رأيي الشخصي اقبح من الذنب نفسه. ودائما نردد بان الفرق العريقة والكبيرة لاتتراجع عن مجابهة الصراعات في احلك الظروف والا فانها لا تستحق هذه التسميات بمجرد انسحابها عند مواجهة اي معضلة. الكرة المصرية تراجعت كثيرا عن السابق او بمعنى اصح سبقها الاخرون وهي تراوح مكانها وهم يعلمون هذا رغم مكابرتهم واصرارهم على انهم زعماء الكرة العربية لذلك فانسحابهم في الظروف الحالية ليس بالامر الغريب بل اعتدنا على هروب الفرق المصرية في المجابهات الصعبة. الفرق العربية تتقدم وتسابق الخطى في سبيل ارضاء شعوبها والجماهير المصرية تعاني من كثرة انسحاب فرقها فبعد التعادل الاشبه بالفوز للاهلي المصري مع الهلال السعودي على ارض القاهرة ها هو الاهلي يتلقى صفعة موجعة من قبل الهلال السوداني مما يؤكد التراجع المخيف الذي تعيشه الكرة المصرية والذي كان اخره الخروج المرير للمنتخب القومي المصري من بطولة الامم الافريقية التي اقيمت مؤخرا بتونس. الاندية السعودية تضرب اروع الامثلة في المشاركات ولو في اقصى الحالات فلناخذ العبرة منها بدلا من دفن الرؤوس في الرمال كالنعام. وبما اننا نعيش في اجواء الادوار النهائية لهذه البطولة في نسختها الاولى فقد بدأ مسلسل التهديد بالانسحاب من قبل الاشقاء المصريين واولها النادي الاهلي وبكل امانة فان الاتحاد العربي قد اعتاد مثل هذه التصرفات من قبل الاخوة في مصر الذين لم يواجهوا بكل اسف الصرامة والحزم من قبل الامين العام عثمان السعد الذي يحاول دائما مسك العصا من المنتصف في محاولة لارضاء جميع الاطراف وبشكل خاص الفرق المصرية. الحوافز المادية الكبيرة التي اقرتها اللجنة العليا المنظمة للبطولة ساهمت في اغراء الاهلي المصري بالتحديد في العودة لاجواء البطولات العربية والتي غاب عنها طويلا بحجة تعارضها من حيث التوقيت مع البطولات الافريقية فضلا عن عدم وجود الحوافز المادية التي تشجع على المشاركة وربما يكون تفاجؤ الاهلي من مستويات الفرق العربية قد اذهله وبالتالي جعله يراجع حساباته قبل ان لايقع ما لايحمد عقباه. لذلك نامل من الاتحاد العربي لكرة القدم اخذ الحزم والصرامة بشدة كأساس في تعامله لمقابلة حالات الانسحابات المتكررة من الفرق العربية وخصوصا من الاندية المصرية وبالتحديد الاهلي المصري اذ اثبت امر انسحابه ويجب ان يعي مسؤولو هذا النادي بان البطولة ستستمر بهم او بدونهم ولن تفقد الكرة العربية حلاوتها بابتعادهم. بندر عبدالله العليو - الدمام