آه ثم آه يا والديّ, لم اكن اعتقد يوما ان تكونا سببا في تعاستي الابدية, كبلتني قيود المرض والمعاناة اياما وشهورا بل اعواما, ابنكما حبيس آلامه فلا هو بحي كأترابه الذين يعيشون طفولتهم السعيدة يلعبون ويمرحون, ولا هو بميت استراح من عناء المرض, طفلكما اسير مقعد متحرك يعيش ظلام سجنه الكبير, وهؤلاء امثالي من الصغار في المستشفى ليسوا بأحسن حالا مني يئنون ويتوجعون وغيرهم كثيرون اذابت الامراض الوراثية المتنوعة ادمغتهم واجسادهم واذابت كل امل لهم في الحياة الطبيعية, والغريب ان المتسببين هم اقرب الناس واحب الناس اليهم وبدون قصد منهم ولكن بسوء تصرف وعدم تقدير للعواقب, كلنا يستغيث الله بصرخات احتجاج على من كانوا سبب وجودنا وارتكبوا جرائم بحقنا وبحق انفسهم, لاشك انهم يألمون وربما اكثر منا, فلا تمر علينا لحظة سكون حتى يقطعها انين موجع وطفل يتوجع, في داخلنا يا ابي وامي وحش ارعن ينهش اجسادنا بل البقية الباقية منها, كتب على طفولتنا الشقية عدم الاستقرار فيوما في المنزل وشهرا في المستشفى, نحن ضحية رفضكم قرار الفحص الطبي قبل الزواج, ولا نريد ان تكثر الضحايا فاذا لم تتصدر قوى الاوامر لاقناع القادمين على الزواج بتطبيق قرارات الفحص الطبي فستمتلئ الارض بأمثالنا وتعانق السماء صرخات جيلنا المقهور المختلطة بأنين الاجيال الماضية والقادمة لا قدر الله.. صوتنا ينطلق من اعماق روح الطفولة (المعذبة) بأيديكم لا بيد عمرو, عسى ولعله يصل الى اسماع وعقول شبابنا المقبل على اسمى الروابط الانسانية وعمارة الارض, نحن مؤمنون بالقضاء والقدر ولكن (اعقلها وتوكل) كما يقول المصطفى - عليه افضل الصلاة والسلام - ولا تزال توجد للاسف مساحة كبيرة في مجتمعنا بين القبول والرفض لقرار الفحص الطبي قبل الزواج ولكننا ندعوهم وبشدة لزيارة ولو واحدة للمستشفيات او لمراكز المعاقين ليعرفوا اهمية وضرورة الفحص الطبي قبل الزواج حتى لا تمتد سلسلة الضحايا للاجيال القادمة خاصة الاقارب منهم.