إن المتابع لأوضاع المرأة في عالمنا الإسلامي والعربي على وجه الخصوص يجد أن أصواتاً نشازاً بدأت تتعالى هنا وهناك و أقلاما مأجورة ومؤتمرات مشبوهة تتفق كلها في الدعوة إلى الإنفلات من "قيود" الشرع والأعراف السويّة ومحاكاة المرأة الغربية تحت شعارات تحرير المرأة والمطالبة بحقوقها المسلوبة!! بل وصل الحال ببعضهم أن يتبجح بالقول زوراً بمساواة المرأة للرجل في كل شيء بلا قيد أو شرط أو استثناء وأن لها كامل الحق في قبول أو ردّ ما تريد حتى في تحديد هويتها الجندرية ( Gender Identification )، بمعنى أن لها حق الإختيار في تحديد طريقة عيشها كأنثى -متفقة بذلك مع خصائصها العضوية- وممارسة أدوارها في الحياة بشكل طبيعي، أو أن تعيش كذكرٍ حسب ما تراه متوافقاً مع ميولها النفسية وأوضاعها الإجتماعية وما يترتب على ذلك من زواج المثلين وانتشار السحاق. وبعضهم قصر دعوته على إعطائها الحق في ارتداء الحجاب أو البكيني حسب ما تراه وأن تمكّن من قيادة السيارة (وكأنه لم يبق من قضاياها إلا هذا). من عاش في بلاد الغرب -وليس من رأى كمن سمع- يدرك وبشكل جلي مدى التعاسة التي تعيشها المرأة هناك والظلم الحقيقي الذي يقع عليها في بلاد أعطيت فيها المرأة كامل الحرية وعاشت خدعة المساواة مع الرجل..فانكوت بنار الحرية والتحرر ورزحت تحت ضغوط الإستغلال الذكوري المهين. إن أجراس الإنذار بدأت تقرع وبشدة في بلاد الغرب حين تخلت المرأة عن أدوارها التي تتوافق مع تكوينها وطبيعتها الأنثوية وبدأنا نسمع صيحات المطالبين للمرأة هناك بأن تعود إلى بيتها وأبنائها كردة فعل لما يرونه من تهتك للنسيج العائلي والمجتمعي والتفكك الأسري. إن إحصاءات ومعدلات جرائم الإغتصاب والقتل والضرب المبرح والتحرش أوالإستغلال الجنسي البهيمي للمرأة في تلك البلاد لتضع أما كل مندفع في طريق "التحرر" إشارة كبيرة كتب عليها "خفف..أمامك هاوية". وقديماً قالوا: "السعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ الناس به" فكونوا من السعداء..