في الدول المتقدمة وخاصة فيما يختص بالجانب الهندسي تشير الممارسات الى الحاجة لاعداد خريج فاعل او مايطلق عليه الخريج العالمي ليتمتع بقدرات نذكر منها اتقان اكثر من لغة اذ بدأت الجامعات اليابانية في تطبيق ذلك حيث اصبحت اللغة الانجليزية مقررا اساسيا للطلاب في كليات الهندسة وفي الدول الاوروبية يقضي الطالب فصلا دراسيا في دولة اخرى في الاتحاد الاوروبي والالمام بآليات السوق ولا يشمل ذلك مبادئ الاقتصاد والمحاسبة فقط ولكن المفهوم الجديد للسوق العالمية وكذلك الحاجة الى الاعداد الاجتماعي والانساني وذلك لبناء شخصية مستقلة قادرة على الاعتماد على النفس وذات تفكير منطقي في معالجة المشاكل بوجه عام.وتسعى بعض الجهات الى افراد مقررات دراسية مستقلة لاكساب الطالب مثل هذه القدرات وتجعل منها متطلبات تخرج على الطالب اجتيازها بنجاح خاصة في تلك الجامعات التي تتبنى مفهوم التعليم المعتمد على الاداء performance-based education حيث تنمي هذه الجامعات الاسلوب التأملي او التقييم الذاتي للطالب Reflective approach بحيث انها تسمح للطالب بتقييم ماتعلمه بنفسه مع تدخل الاستاذ عند الحاجة لذا نجد ان هذه الجامعات اوعزت لطلابها على امتلاك الحاسبات المحمولة واعداد محفظة تعليمية Learning Profile يحفظ فيها الطالب كل تمارينه وممارساته سواء في داخل الفصل او خارجه وواجباته المنزلية والبحثية وتقاريره لكي يتعلم منها من خلال التأمل عليها سواء بنفسه او بمساعدة الآخرين مثل الاقران والاساتذة مع تدوينها في المحفظة الالكترونية ان مثل ذلك يتطابق في تعزيز مواصفات الخريج في عصر العولمة وتتطلب هذه المسألة اعادة برامج السنوات الاولى في الجامعة بحيث يتمكن الطالب في مرحلة مبكرة من اكتساب مهارات مثل تقدير قيمة الوقت والاهتمام بالعمل الجماعي وتنمية المهارات والمواهب الشخصية والاهتمام بكل جديد في التكنولوجيا. ولقد انتهى الزمن الذي كان فيه التعليم يهدف الى اعداد موظفين ليقضي الانسان طيلة حياته في وظيفة واحدة وتشير الاحصاءات الى أن 80% من وظائف القرن القادم لم تتحدد مسمياتها وعلى كل فرد ان يكون جاهزا لتحويل مساره الوظيفي انها لغة العلم وثورة التكنولوجيا الحديثة التي لاتعترف الا بالتميز والجودة وينبغي علينا ان ندرك ان المنافسة ليست على المستوى المحلي فحسب بل المستوى العالمي لان تدفق الافراد والفكر سيكون حرا بين دول العالم في عصر العولمة ومن هنا ينبغي ان تولي الجامعات اهتماما وتركيزا اكثر على نوعية الطالب واعداده الاعداد الجيد للحياة وتأهيله بالخبرات والقدرات التي تمكنه من تطوير نفسه بنفسه وملاحقة كل جديد بل وقدرته على التركيز في مجال تخصصه حتى نتمكن من عملية التدوير الوظيفي. ولقد رأت العديد من الجامعات أن التدريب مكمل للعملية التعليمية ويصب في اهدافها من حيث تأهيل الطالب على المهن المتاحة في السوق بعد تخرجه من الجامعة بل ان بعض الجامعات اتجهت الى انشاء مكاتب للتوظيف تعمل على حصد الفرص الوظيفية لخريجيها من خلال تحديد الاحتياجات التدريبية بالمشاركة مع مؤسسات سوق العمل للمهن المتاحة وتصميم البرامج التدريبية وتنفيذها بالشراكة مع مؤسسات سوق العمل ولقد ساهمت هذه النقلة في وظائف الجامعة في تعزيز توظيف الخريجين. وفي مجال التخصص الدقيق لابد من التوسع والاستفادة من تجارب الاخرين خاصة في بعض الجامعات البريطانية حيث تقوم المناهج على اساس الدراسات المشتركة بين عدد من المواد وعلى تنظيم مايشبه الخريطة التعليمية اذ يتبع الطلاب هذا المنهج قبل المضي في التخصص هذا بالاضافة الى ان التخصص نفسه ليس تخصصا دقيقا بل هو تخصص مفتوح يتبنى التطبيقات التقصيلية ويتوقف عند المبادئ العامة اما التخصص الدقيق او التركيز فقد جعل في مرحلة تالية للمرحلة الاولى ويتشابه ذلك مع النظام الفرنسي. كما اتجهت بعض الجامعات العالمية الى تبني مفهوم التعليم المعتمد على الاداء performance based-education وذلك لسبب بسيط وهو ان هذا المفهوم يقوم على ماينبغي على الاستاذ تدريسه الى ان يصل الى ماينبغي على الطالب تعلمه. وما يميز هذا المفهوم أنه يبدأ بتحديد مخرجات التعليم بالنسبة للطالب والاستاذ وتكون العملية واضحة عن المستهدف اما الطالب فهو يدرك تماما ماينبغي عليه تعلمه وعمله كما ان سلطة التدريس تحت مظلة هذا المفهوم تنتقل من الاستاذ الى الطالب ليكون هو محور العملية التعلمية اما مخرجات التعليم فان عملية تحديدها تختلف عن الاسلوب التقليدي او مايطلق عليه الاهداف السلوكية او الخاصة او حتى القدرات لان هذه المخرجات تنقسم الى مجموعة من المؤشرات والمعايير والمقاييس التي تضمن استيعاب الطالب هذه المخرجات والتأكد من قدرته على ادائها.