لم يكد بول بريمر الحاكم المدني الامريكي للعراق ان ينهي توعده امس بان هجمات الاربعاء التي اسفرت عن مقتل اربعة مدنيين وخمسة جنود اميركيين غرب بغداد: "لن تمر من دون عقاب"، حتى قتل جندي أمريكين وأصيب ثلاثة آخرون في انفجار عبوة ناسفة أمام دورية أمريكية شمال مدينة الفلوجة، اذ قال مراسل وكالة الانباء الالمانية انه شاهد الجنود الامريكيين يسحبون القتيل والمصابين الثلاثة في الهجوم الذي وقع على بعد كيلومترين شمال الفلوجة على الطريق بين الرمادي وبغداد.كما اعلن ضابط في الشرطة العراقية ان جنديا امريكيا اصيب بجروح في انفجار قنبلة لدى مرور قافلة عسكرية امريكية في شمال غرب بغداد.وقال الضابط الذي شهد وقوع الانفجار ان العبوة انفجرت لدى مرور القافلة على طريق في حي الشعلة الواقع في شمال غرب العاصمة.واضاف الضابط العراقي الذي رفض الكشف عن هويته ان "جنديا امريكيا كان يقود صهريجا جرح".وفيما كان البيت الابيض يعرب عن صدمته لقتل 4 من المدنيين الامريكيين في الفلوجة والتمثيل بجثثهم وذلك بعد قليل من مصرع 5 جنود اكد كولن باول ان واشنطن ماضية في الاصلاحات على الرغم من حادثة الفلوجة. وقال وزير الخارجية الامريكي ان العراق سيواصل إحراز تقدم سياسي، رغم استمرار ما سماها موجة العنف التي تجتاح البلاد. وعبر باول عن أسفه لمقتل خمسة جنود وأربعة مقاولين أمريكيين في العراق, إلا أنه قال إن ذلك لن يعيق الولاياتالمتحدة عن تحقيق أهدافها في هذا البلد. وأكد أن المسلحين المسؤولين عن العنف هم أعداء الديمقراطية, مشيرا إلى أن "العديد من الأمور الجيدة تحدث في العراق، ولكن ما زال هناك أشخاص من مخلفات النظام القديم واشخاص وصفهم بالإرهابيين قدموا إلى البلد وغيرهم ممن لا يرغبون في رؤية العراق يتحول إلى بلد ديمقراطي ولا يرغبون في أن يعيش الشعب في سلام وحرية". وقال: "سنتعامل مع هؤلاء وسيهزمون". من جهته وصف المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان ما حدث في الفلوجة بأنه مرعب وحقير. وأكد ماكليلان للصحفيين في واشنطن أن "الطريقة التي عومل بها هؤلاء المقاولون الأمريكيون مهينة ومثيرة للازدراء". وبدوره توعد نائب قائد قوات الاحتلال في العراق الجنرال مارك كميت بالرد على هجومي الفلوجة. وقال كميت في مؤتمر صحفي في بغداد إن القوات الأمريكية ستركز عملياتها على المناطق التي وقعت فيها هجمات على جنود أمريكيين. وأوضح أن قواته ستتخذ الإجراءات بناء على نتائج الأحداث. وأشار نائب قائد قوات الاحتلال إلى أن الفلوجة ما زالت إحدى المدن العراقية التي تمثل قوة لحزب البعث وأنصار النظام السابق. الى ذلك افتتحت محطات التليفزيون الامريكية الرئيسية نشراتها الاخبارية مساء الاربعاء بلقطات للهجوم الذي وقع في الفلوجة في واقعة مشابهة بما جرى في الصومال في 1993. وعرضت "اي بي سي" و"سي بي اس" لقطات ظهرت فيها جثث اخرجت من السيارة التي كانت تحترق بينما ينهال عليها عراقيون غاضبون بالضرب برفوش ثم علقت على جسر. لكن محطتي التليفزيون شوشتا عمدا على صور الجثث التي عرضت بعد ان حذر مقدمو النشرات الاخبارية المشاهدين من قسوتها. من جهتها، قامت محطة "ان بي سي" بمونتاج للفيلم حتى لا تظهر الجثث على الشاشة. وطوال نهار امس الاول عرضت "سي ان ان" و"فوكس" لقطات لهذا الهجوم بدون عرض صور الجثث. وعلى شبكة الانترنت، وضعت بوابة "ياهو" لفترة قصيرة صور الجثث المشوهة قبل ان تزيلها من على صفحاتها. سيارة عسكرية أمريكية تعرضت للهجوم أمس