ما بين "جميل" و"ركاء" هذا الموسم ثابت ومتغير، سباق مألوف من الجولات الأولى، وسباق متلون في كل جولة، والفيصل بينهما جميل صراع بين متصدر ووصيف ومطاردة مستمرة، وركاء لعبة أشبه بالكراسي الموسيقية، في كل جولة متصدر جديد، وفي كل مباراة خارطة جديدة، حتى عجز الجميع من متابعيه عن فهم المناهج التي يمكن أن تقرأ أو تدرس في هذه المنافسة المتقلبة في المراكز والمزاج وحتى في النتائج، فالأخير من الممكن أن يهزم المتصدر، وهو الدوري الوحيد الذي لا يمكن أن تقسم فرقه بين مقدمة ووسط ومؤخرة، حتى شبه بدوري (البريمير ليج). في دوري ركاء قد يخسر المتصدر، ويتراجع إلى المركز الخامس أو السادس، والعكس صحيح، ولغة الأرقام في هذه المنافسة تؤكد هذه النظرية في أكثر من جولة. ورغم دخولنا في الجولة ال19 يوم أمس، إلا أن صراع المقدمة، ومغازلة دوري جميل يمتد لستة أندية، ليس من الجانب الحسابي فقط، بل حتى على مستوى النتائج والتطلعات. ما يحدث في دوري ركاء من تقلبات سريعة، أشبه بالدراما لجماهير الأندية التي تتابعه، فمشاعرهم لا تتبدل بين جولة وأخرى فقط، بل أثناء المباراة الواحدة جراء السيناريو الذي تشهده المواجهات من تقلبات أيضا سريعة ومفاجئة. بالأمس تعادل الوحدة مع الرياض، ورغم ذلك واصل صدارته برصيد (35) نقطة ورغم تعادل الرياض وتراجعه إلى المركز الثالث بفارق نقطة عن صاحب المركز الثاني (الخليج والقادسية)، إلا أنه أبقى على حظوظه في المنافسة برصيد (33) خصوصا أن أغلب المباريات المتبقية ستكون على أرضه خصوصا المنافسين له على بطاقتي الصعود لدوري جميل، بالإضافة أنه تخلص من المتصدر بتعادل على أرضه وبين جماهيره. وسار القادسية والخليج في مركبة واحدة عندما فاز الأول على مضيفه حطين بأربعة أهداف دون مقابل، وهي رسالة قوية جدا للجميع، أن قادسية الخبر مختلفة تماما عما كانت عليه في انطلاقة الدوري، خصوصا بعد الصفقات الأخيرة التي أبرمتها إدارة النادي في تعزيز خط الهجوم، وهو ما كان بنو قادس بحاجة ماسة له، والثلاثية على حطين الذي يصارع من أجل البقاء برهان على تحسن هجومه عن السابق. أما الخليج ففاز على الأنصار بثلاثية مع هدف شرفي للأنصار، ليتساوى مع القادسية في الوصافة، فحصد كل منهما (34) نقطة مع نهاية الجولة التاسعة عشرة. الباطن طل من جديد يغازل المقدمة بفوزه على الوطني (3-2) ليصل إلى النقطة (30) والطائي اليوم في حال فوزه على الدرعية يقفز إلى النقطة (32) مما يعني أن هناك ست أندية تنافس فعليا على بطاقتي الصعود لدوري جميل. تلك النتائج والمستويات القوية جعلت البعض يطالب رابطة دوري المحترفين السعودي، بعدم التسليم ببقاء الهابطين من دوري جميل في حال رفع عدد أنديته إلى (16) فريقا في الموسم القادم بدل العدد الحالي (14) فريقا، وعمل دوري من أربع فرق تضم المركز الأخير وقبل الأخير في جميل وهما الهابطان مع صاحب المركزين الثالث والرابع في دوري ركاء، كحل وسط يعطي الفرصة للأفضل. ويرى المراقبون أن النقل التلفزيوني لمباريات دوري ركاء ساهم في تعرف الأندية الكبيرة على نجوم الأولى، وذلك لإبرام الصفقات بطريقة (النجم المضمون) وهناك عدد من اللاعبين في ركاء هذا الموسم سنجدهم في دوري جميل في الموسم القادم.