يعتبر سوق الاعلاف بوادي الدواسر خارجا عن نطاق ما يعرف ب التعرفة الجمركية وتحديد الاسعار بمعنى انه يعتبر بورصة مستقلة ابطالها عمالة وافدة يتحكمون في مصير المنتجين الذين لا حول لهم ولا قوة يضطرون في غالب الاحيان الى الخضوع الى هذا التحكم الغريب وغير مألوف بسبب عدم وجود الرقيب او الحسب عليهم. ولعل اول غرابة وطرافة بهذا السوق انه يبدأ منذ الصباح الباكر والباكر جدا اي منذ الساعة الرابعة فجرا وينتهي الساعة السابعة صباحا ليبقى هذا التوقيت مسألة محيرة للجميع وان كان هذا يعطينا مؤشرا الى ان هذا التوقيت بالذات يضمن خلوا من الرقيب خاصة من الجهات المعنية. ومع ذلك كله الا انه يشهد زخما هائلا من الانتاج اليومي للاعلاف على اختلاف انواعها واحجامها كالبرسيم الصافي والمخلوط والرودس والذرة والتبن. والسوق يعد الشريان الاكبر لتغذية جميع الاسواق بمختلف مناطق ومحافظات المملكة من خلال الشاحنات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة التي تغادر السوق بشكل يومي حيث تتراوح ما بين 200 الى 300 شاحنة يومية تقدر حمولتها بآلاف الاطنان. طرائف وعجائب ومن طرائف هذا السوق ان البيع يتم من خلال عينات فقط يصطحبها المزارع من انتاجه ليتم عرضها امام الشريطية الذين يتجاوزون اعدادا كبيرة جدا هم في الغالب من العمالة الوافدة المسيطرة والمتحكمة في السوق واضعين في اعتبارهم محاربة الفئة القليلة من السعوديين الراغبين في خوض غمار هذا السوق المربح بطبيعة الحال. ومن خلال العينات الموجودة بالسوق يتنقل الشريطي من عارض او مزارع الى آخر ليتم من خلالها عملية الاتفاق على السعر بعد ان يكون هناك مد وجزر بين الشريطية مع مراعاة بعضهم البعض. ولو لم يبع المزارع خلال هذا الزمن الوجيز فقد يفقد الشيء الكثير فلو ظهرت الشمس عليه وهو لم يبع تضاءلت آماله في البيع خلال اليوم مما يعطيه مؤشرا عاجلا بنقص القيمة كثيرا في اليوم التالي وقد يبقى منتوجه حجر عثرة في حلقه مما يضطره الى البيع مرغما رغم ان السعر في الغالب قد لا يكفي حتى لما يصرف عليه من محروقات كالديزل بخلاف الاسمدة والمبيدات وملحقاتها التي تم تزويد المنتوج بها طوال فترة سقياه ولو ان الامر ينتهي الى هذا الحد لهان الامر. مساومات الشريطية ما ان يصل الشريطي الى المزرعة ليحمل بسيارته وشاحناته البرسيم المتفق معه على سعره مسبقا في السوق حتى يبدأ في سرد الحجج الواهية بهدف تقليص السعر فيقول ان هذه اللبنة تكثر بها الرطوبة وهذه صغيرة وهذه غير محكمة الربط وهكذا تجعله يهدد بفسخ الاتفاق المسبق او تخفيض السعر المتفق عليه من قبل مما يضطر المزارع الى الرضوخ الى الامر الواقع ثم لمتطلبات الشريطي فيقوم بتخفيض السعر أملا منه في رد جزء من خسارته. علما بان اسعار السوق قد تتراوح ما بين 9 الى 11 ريالا للبنة الواحدة فيما يصل بيعها في الاسواق الخارجية ما بين 15 الى 20 ريالا. الشاحنات في طريقها للمزارع شراء الاعلاف بأبخس الاثمان