لقد جمع أبو موسى جابر بن حيان الأزدي بين النظر والعمل فيما يخص علم الكيمياء. والحق أنه لم يتوقف عند التجارب العلمية، بل أولى عناية خاصة الناحية النظرية. لذا يمكن القول أنه اعتمد في دراساته في مجال علم الكيمياء على العقل والتجربة معا، فهو يتناول الظواهر الطبيعية بدراسة دقيقة ثم يختبرها بالتجربة العلمية المخبرية فيسجل النتائج المقنعة المعتمدة. إذن نستطيع القول وبصوت عال ان أبا موسى جابر بن حيان الأزدي هو واضع أصول المنهج العلمي الحديث، لأنه ربط بين العلوم النظرية والعلوم العلمية،وبهذا المنهج العلمي العظيم تمكن جابر بن حيان من إثراء المكتبة العلمية بمؤلفاته الكثيرة والمتنوعة بموضوعاتها والتي بقيت مصدر المعرفة العلمية عبر التاريخ. ويقول جابر الشكري في كتابه الكيمياء عند العرب: ان الأعمال العلمية التي خاضها جابر بن حيان كثيرة جداً، وتشير مؤلفاته والمراجع التاريخية العربية منها وغير العربية، الى أنه حقق أعمالاً جبارة في حق الكيمياء، ومن الصعب حصر جميع إنجازاته، لكثرتها من جهة وتشعب مواضيعها من جهة أخرى. وقد أجمع المؤرخون والعلماء بمختلف مذاهبهم وجنسياتهم منذ العصور السالفة، وحتى يومنا هذا على سعة إطلاع جابر بن حيان في الكيمياء وغزارة إنتاجه. ولذا اقترن اسمه بها فقالوا ( كيمياء جابر والكيمياء لجابر). استهوت جابر بن حيان التجارب العلمية معظم أيام حياته، لذا عمل بحوثا كثيرة جداً بينت له حقائق المنهج العلمي التجريبي الذي طور. ولكنه في آخر أيام حياته اعتكف على التأليف، وتميز تصنيفه بأنه لا يسير على نمط واحد، بل انه يوجز في بعض الأحيان. وقد يلجأ إلى الرمز، ولكنه أحياناً يفصل وبنماذج ليوضح للدارس والباحث فكرته. فهو بدون شك عالم مبدع، حاز على شهرة عظيمة في العالمين الإسلامي والغربي بمؤلفاته العديدة التي أبرزت قواعد البحث العلمي بدقة متناهية. يقول قدري حافظ طوقان في كتابه العلوم عند العرب والمسلمين "لقد كانت كتب جابر بن حيان الأزدي مناراً إهتدى به العلماء الذين أتوا بعده من العرب، والأفرنج ممن مهدوا للانقلاب. وقد أطلع عليها غاليلو، وفرنسيس بيكون، ونيوتن وغيرهم. وكان لها أبلغ الأثر في الكشوف العلمية التي ظهرت في القرن السابع عشر، والقرن الثامن عشر". وقد أورد أسماعيل مظهر في كتابه تاريخ الفكر العربي أكثر من مائة مؤلف من مؤلفات جابر بن حيان ومنها: (1) كتاب البيان نقل بالزنكوغراف في الهند سنة 1891م. (2) كتاب النور نقل بالزنكوغراف في الهند سنة 1891م. (3)كتاب الزئبق نسخه منه بالمكتبة الأهلية بباريس مع المجموعة رقم 2606. (4) كتاب الذرة المكنونة في المتحف البريطاني رقم 7722. (5) كتاب التراكيب منه نسخة بالمكتبة الأهلية بباريس مع المجموعة رقم 2606. (6) كتاب الأسرار ( سر الأسرار) في المتحف البريطاني رقم 23418 نمره 14. (7) كتاب الأرض ( أرض الأحجار) منه نسخة بالمكتبة الأهلية بباريس مع المجموعة رقم 2606. (8) كتاب الخواص منه نسخة بالمتحف البريطاني رقم 4041. (9) كتاب التذكير منه نسخة بالمتحف البريطاني رقم 7722. (10) كتاب الاستتمام منه نسخة بالمتحف البريطاني رقم 8229. (11) كتاب الأحجار نقل بالزنكوغراف في الهند سنة 1891م. (12) كتاب المنافع في مكتبة برلين مخطوطة رقم 4199. (13) كتاب الموازين منه نسخة بليدن محفوظة بالمجموعة 440. (14) كتاب في علم الصنعة منه نسخة بمكتبة القاهرة. (15) كتاب الرحمة منه نسخة بمكتبة ليون رقم 440. (16) كتاب الأصول في المتحف البريطاني بالمجموعة 23418رقم 13. (17) كتاب الرياضي منه نسخة بمكتبة بودلي رقم 70. (18) كتاب الحدود منه نسخة بمكتبة القاهرة.