أحكم تحالف قاتل بين الجفاف والايدز قبضته على المناطق الريفية في مالاوي فدمر محصول الذرة الرئيسي مهددا البلاد بنقص جديد في الغذاء في الاشهر القادمة. وتحتاج مالاوي الواقعة في جنوب القارة الافريقية الى اكثر من مليوني طن من الذرة للاستهلاك المحلي لكن أحدث التوقعات الرسمية تقدر انتاج الذرة بنحو 6ر1 مليون طن في موسم 2003 / 2004 وهو ما يقل بنحو 600 ألف طن عن العام الماضي. وفي المخازن احتياطي قدره 73 ألف طن فقط. وتعتمد مالاوي على المانحين الدوليين لاطعام شعبها الجائع. ويقول موظفو اغاثة بشكل غير رسمي ان تقديرات المحصول تبدو مبشرة وان كان يبدو فقيرا بالفعل في المناطق الريفية القريبة من العاصمة التجارية بالانتاير. ورغم ان اللون الاخضر يبدو مسيطرا على مرتفعات مالاوي فان حقول الذرة تظهر ذابلة تحت لهيب شمس حارقة على طول الطرق الترابية بالبلاد. والتربة تبدو جافة وغير متماسكة وفي حاجة ماسة للماء. وقال ماثيوس نيريندا من برنامج الغذاء العالمي الذي يقدم مواد اغاثة لمجتمعات متضررة قريبة لرويترز أثناء زيارة للريف يوم الخميس (الامطار شحيحة). وسقطت الامطار لفترة قصيرة في اواخر نوفمبر واوائل ديسمبر لكن غالبية ما غرسه المزارعون بعدها ذبل بسبب الجفاف الذي أصاب معظم الجنوب الافريقي مما رفع أسعار المواد الغذائية في المنطقة. وفي منطقة شيرادزولو التي تبعد نحو 30 كيلومترا شرقي بالانتاير اصطف نحو 400 شخص للحصول على حصص من الذرة والزيت والبقوليات. وقال مسؤول محلي بينما كان يلعب خلفه جمع من الاطفال وهم حفاة ويرتدون ملابس ممزقة المشكلة هنا تكمن في وجود كثير من الايتام الذين توفي اباؤهم بالايدز. وأضاف قائلا كبار السن يعتنون بهؤلاء الاطفال ومن الصعب عليهم ان يزرعوا الارض موضحا ان غالبية الاسر لديها مخزون غذائي يكفي للشهر أو الشهرين القادمين فقط. ولجأ بعض الناس لحصد الذرة وهي خضراء قبل نضجها ووضعوا المحصول على حصائر من البوص ليجف على امل أن يمدهم ببعض الغذاء. وهناك عبارة يرددها الناس في أنحاء مالاوي والمنطقة مفادها ان الايدز يقتل القادرين على العمل الشاق في فلاحة الارض في حين يقتل الجفاف الباقين. ويقدر عدد المصابين بفيروس (اتش اي في) المسبب للايدز بنحو 14 في المئة من سكان مالاوي.