انطلقت مساء الأحد الماضي وعلى مسارح التهذيب بسيهات فعاليات مهرجان المسرح المدرسي الأول التابع لقطاع القطيف، الذي يقام لأول مرة على هذا المستوى، ولمدة ثلاثة أيام، قدمت ثلاث فرق مسرحية مدرسية خلالها ثلاثة عروض، هي بمثابة مسابقة مسرحية. شباب نت قدمت في الليلة الأولى فرقة مسرح مدرسة التهذيب بسيهات العرض الأول بعنوان (شباب نت)، من تأليف وإخراج جهاد الهاشم مسئول الفرقة. تميزت المسرحية من ناحية الإضاءة والموسيقى، والديكور حيث افتتح العرض بموسيقى ذات بعد دلالي (الموسيقى التصويرية لمسلسل بنك بانثر الكرتوني) حيث كانت المشاهد تحوي بطل المسرحية هادي آل رضي، والذي يمثل نزق الشباب ونزعته نحو الحرية والتمتع بالحياة. أهداف اجتماعية ورسائل واضحة حاول المؤلف - المخرج أن يعطي للمتلقي رسالة شبه واضحة مفادها أن هناك قطاعاً واسعاً من الشباب يولي عناية فائقة بالإنترنت، وهي خدمة ذات شقين (الشر والخير)، وقد ذهب الشباب بعيداً في استغلال جانب الشر، أو الوقوع فيه بالأحرى. من جهة أخرى تركز المسرحية على غياب دور الأب،خاصة الأب الواسع الثراء، أو ذلك الأب كثير الانشغال، بحيث أنه رغم تربيته من الناحية الأخلاقية، فإنه لا يعي مدى خطورة هذه الآفة التي دخلت مجتمعنا عنوة، ولم يعرف كيف يتصرف بإزائها. الماضي.. كيف نستفيد منه وفي العرض الثاني الذي جاء بعنوان (المجنون) للمخرج ورئيس الفرقة موسى أبو عبد الله، كانت المسرحية تنزع نحو الماضي.. ماضي القرية، المرتبط بدرجة كبيرة بتراث قد نكون سبباً رئيسياً في إضاعته وعدم الاستفادة منه الاستفادة الجيدة. بدأ العرض بأغنية شعبية تعزف على لحن الماضي، وكان العود المصاحب للأغنية متفوقاً في أداء دور، قد يعجز عنه الممثل في بعض الأحيان، ويمكن القول أنه تمكن من تكميل ما نقص في النص. الرؤية الإخراجية تمكن المخرج من توصيل رسالته، ولكنه كان متذبذباً في رؤيته الإخراجية، حيث كانت الإضاءة على سبيل المثال غير مستقرة، وكان هناك فراغات مسرحية كثيرة لم يستطع استغلالها استغلالاً كاملاً، فكان الممثلون يتركزون في بقع صغيرة تاركين بقية المكان دون أن يكون له أي تأثير، ولم يستغل الباب الذي وضع كتراث شاهد على زمن بعينه. كما أنه لم يتمكن من استغلال (القهوة) كمكان حيوي لتجمع الناس في ذلك الوقت. التراث المنسي وينبغي أيضاً الإشارة إلى أن موسى أبو عبد الله ينزع في أغلب مسرحياته إلى توظيف التراث، تراث القرية، فهو ربما شعور متجذر لديه - مثله مثل كثير من الفنانين التشكيليين والمسرحيين في المنطقة -بأننا مازلنا نظلم التراث الذي يزخر بالكثير من المعطيات والأفكار البعيدة عن تناولنا الفني. هموم ومشاكل أما العرض الأخير فكان لماهر الغانم، بعنوان هموم، فضل المخرج أن تكون على شكل موتيفات قصيرة ومعبرة عن بعض المشاكل والهموم التي يرزح تحت ظلها مجتمعنا، خاصة مشكلة الإرهاب التي جاءت نتيجة لنسق تعاملنا مع الأشياء خلال المرحلة الماضية. حاول المخرج من خلال (الراوي ) معالجة هذه المشاكل بوضوح في بعض الأحيان وبرمزية في أحيان أخرى.. أفلح في النهاية في توصيل رسالة تربوية تهدف إلى التوعية من مخاطر العنف وسياسة الإقصاء التي ينبذها الجميع لكنهم غير قادرين على تجاوزها. نتيجة غير متوقعة كان التوقع أن تفوز مسرحية هموم بالمركز الأول (العرض المتميز) لاختلافها نوعاً ما في طريقة الطرح، وجاء تبرير اللجنة أن الرؤية الإخراجية لتلك المسرحية أفقدت المسرحية أي مركز من المراكز، واستبعدت من جميع الجوائز ما عدا جائزة ترضية استلمها بدلاً عنهم مقدم الحفل، لأن الفرقة لم تحضر في الليلة الثالثة، ربما احتجاجاً على التحكيم. المجنون ..المركز الأول فازت مسرحية المجنون بالمركز الأول وعرضت للمرة الثانية، وكان من المفروض أن يستغل أبو عبد الله جميع إمكانياته لتعزيز فوزه بالمركز الأول، إلا أن عرضه جاء باهتاً في الليلة الأخيرة، ولم يستطع أن يسيطر على الجمهور تماماً، فكانت هناك فواصل غير مبررة بين المشاهد، رغم أن المسرحية قصيرة. مسرحية المجنون الفائزة بأفضل عرض مسرحي مسرحية الوهم