إن الأخلاقيات السليمة والسلوك الحضاري والتعايش مع الغير ترتقي بالذات الإنسانية وتعزز العلاقات بكافة أنواعها وتباين مستوياتها، ولكن أكثر ما يربك العلاقات الإنسانية هو الفهم لهذه العلاقات والجهل بماهيتها وعدم القدرة على التمييز والفهم الصحيح. ونجد أن لدينا اشكالية كبيرة في فهم الآخر وتحديد مسار العلاقة معه وذلك ما يوقعنا في الكثير من المشاكل والخلافات، وليتسنى لنا الفهم الجيد لعلاقة ما لا بد من معرفة معطيات الواقع المحيط بنا سواء في المستوى الاجتماعي والاقتصادي ومستوى العلاقة القائمة بينهم. الفهم المغلوط أو الضيق في العلاقات الإنسانية يثقل كاهلها ويجعل رؤيتنا لها ضبابيةومعرفة ذلك يساهم في البناء الفعال لفهم العلاقات الإنسانية وتحديد مسارها، كما أن من المنصف دائما في أي علاقة انسانية سواء كانت أسرية أو زوجية أو علاقة عمل أو صداقة أن نضع أنفسنا مكان الآخر لنتمكن من فهم تجربته وكأنها تجربتنا وبذلك يتسنى لنا الحكم عليه بدون ظلم أو اجحاف. كما أن الفهم المغلوط أو الضيق في العلاقات الإنسانية يثقل كاهلها ويجعل رؤيتنا لها ضبابية وبالتالي يؤدي إلى سوء الحكم على الآخر مما يفرز العديد من المشاكل والخلافات، والنزاع المستمر، وكل ذلك يجلب الفرقة والتشتت في جميع أنواع العلاقات الإنسانية. ومن أهم أسباب سوء الفهم هو الاختلاف الثقافي والاجتماعي، وقد يرجع سوء الفهم للمتحدث نفسه عندما لا يستطيع التعبير عن وجهة نظره بالشكل المطلوب أو قد يكون بسبب المتلقي بحيث لا يحسن الانصات والاستماع ولا يجيد الوعي. وفي أحيان كثيرة يكون للعامل النفسي أثر كبير في ذلك، فعند كراهيتنا لشخص ما لا نتقبل منه شيئا بالمطلق ونفسر كلامه تفسيرا سيئا في أغلب الأحيان، وعلى النقيض من ذلك في حالة المحبة فإننا غالبا ما نتقبل من الشخص الذي نحمل له ودا كل شيء ونادرا ما نسيء فهمه حتى وإن أتى بأمور لا نستلطفها ونبحث عن الجانب المضيء في أفعاله وأقواله. أضف إلى ذلك أن البعض من الأشخاص يميل إلى تغليب جانب سوء الظن في كافة تعاملاته مما يوقعه في حالة من الشك والريب ويجعله في فوضى منفلتة من التفكير.