كان رواد الاحدية احدية الشيخ احمد يعرفونه من خلال تواجده في كثير من المحاضرات. وكانوا يصيخون السمع له اذا ما طلب المداخلة، وكانوا يرون في مداخلاته - القليلة نسبيا - علما غزيرا ومنطقا متوازنا، وثقافة عالية.. تطوف بالمتلقي ارجاء الفكر الانساني قديمه وحديثه، من علم نفس، وتربية، وجغرافيا، وتاريخ، ونقد وادب وغير ذلك. عرفته قارئا للعقاد.. او لكتب العقاد من الغلاف الى الغلاف فلربما ذلك ما اثر في شخصيته الثقافية، مما جعله يحتذى به. @ ذلك هو خالد بن احمد بن ناصر الصفراء الاديب الاحسائي المغمور.. احد مواليد الكوت بالهفوف هذا الحي التراثي العريق الذي عكس عراقته على عقل وفكر وقلب الاستاذ خالد مما جعله يعنى بالتراث الشعبي للاحساء، ويبذل الكثير من جهده وماله في جمع الكثير من ذلك التراث القديم الجميل.. ولم يقف عند ذلك فقط، بل هو الآن في معمعة تأليف (موسوعة عن التراث الشعبي بالاحساء) يضمها اثنا عشر جزءا. @ لقد تقاطر الكثير من الادباء والمثقفين على احدية الشيخ احمد.. عندما علموا ان المتحدث هو الاستاذ الصفراء، عن النقد الادبي الحديث، فغص بهم المجلس والمدخل والملحق. بدأ محاضرته بالتعريف بالنقد ثم بمسيرته من ارسطو حتى العقاد. وركز على العصر الحديث وناقش العوامل التي اثرت على النقد المعاصر ومما قاله عن ذلك: (ان النظريات والعوامل التي اثرت على النقد الادبي في القرن العشرين هي: 1. الحربان العالميتان. 2. نظرية التحليل النفسي لفرويد. 3. نظرية النشوء والارتقاء لداروين. 4. النظرية الماركسية. 5. النظرية النسبية لانشتين. فظهرت النظرية الواقعية، والنظرية البنيوية والنظرية الشكلية.. وظهرت نظريات كثيرة غيرها اثرت على النقد الادبي بكل مدارسه ومذاهبه المتعددة في القرن العشرين). ولقد لاقت المحاضرة صدى طيبا في نفوس الحضور ظهر ذلك في كثرة المداخلات التي تعدت اثنتي عشرة مداخلة كلها تقر بعلم الاستاذ خالد وثقافته العالية. @ الاستاذ خالد رجل طموح، متجدد الثقافة، متابع لها، وله آراء فيها جديرة بالدراسة والاستفادة منها، هذا الرجل زار معظم دول العالم من تايبيه الى لوس انجلوس، باحثا عن العلم مستفيدا من ثقافة تلك الشعوب وتجاربها في العلم والحياة. واظن ان تخصصه الجامعي في علم الرياضيات، جعله منطقيا في بحوثه عقلانيا في طروحاته لذلك تجد من مخطوطاته البحثية والعلمية المؤلفة والجاهزة للطبع والنشر هذه الاسفار: (العقل في التراث العربي النقد الادبي العربي الحديث - تطور علم النفس).. التي نرجو الله اولا ثم نرجو الاستاذ خالد ان يفك اسرها وترى النور ونراها ونستفيد منها.. رغم تواضع الاستاذ خالد هذا التواضع المخل لانه اعنى التواضع يسهم في طمر العلم واخفاء الابداع وحصار الثقافة في زنزانة الخجل.. والخوف وعدم حب الظهور.. فمن لي بمن يرقى - من الرقية - من لي بمن يرقي هذه الفئة من المثقفين ليفك هذه العقدة فنحظى بمكتبة ثقافية احسائية متكاملة تطير بنا الى عقول الآخرين.. فان في الاحساء كنوزا ثمينة من العلم والمعرفة لا تزال بكرا. وما خالد الصفراء الا واحد من هذه الكنوز فهل الى خروج من سبيل؟