هناك نوع من عاشقي النفاق ولكنه نوع قد يشغل فراغا, ويتاخم عضوا, ويمتص عضلة, الا انه لايرهق كل الجسم, ومهما كبر فان اثره يبقى في الحدود المسموح بضررها. هؤلاء هم من عاشقي النفاق للنفاق. يحرص الواحد منهم على اعمال بطولية حتى لو كانت وهمية لمجرد ان يسمع من حوله يعزفون له على قيثارة المديح, فيصيبه دوار لذيذ من السعادة. وهؤلاء لايصنعون جوقات نفاقهم بانفسهم ولكنهم يتعمدون اسداء الخدمات وفتح صناديق الكرم, حتى يقوم المغدق عليهم بعزف قيثارات النفاق ويعزفون عليها ويغيظ محب النفاق بفرحة وراحة ما بعدهما.. ولكن هم كما قلنا كالورم الحميد, متى بدأ يزيد انتفاخا, يزاحم الاعضاء حتى يضايقها, ويسد بعض المجاري الحيوية, فانه ينتزع كما يستأصل الجراحون الورم كاملا لذا فان هذا النوع متى ما زاد سفههم واستباحتهم المال يأتي من يقتلع الواحد منهم بسهولة وهو لم يفق من خدرته, ثم يعصره تعجب الاستنكار, كيف فعل بي ذلك؟! فقد كنت رجلا حميدا, ولكن لم يقل له احد انه ايضا كان ورما حميدا. وهأنت ترى الوجه الآخر للعملة النفاقية. هذه العملة على فكرة من اكثر العملات شيوعا!