فوت الأبيض الإماراتي على نفسه فرصة الصعود التاريخي إلى أولمبياد أثينا، عندما سمح لنفسه باعتماد تدبير تكتيكي خاطئ للشق الثاني من المنافسات الإقصائية الذي جرى باليابان، فقد حرصت على أن أتابع بعض المباريات لألمس بكل أسف الاختلاف المستفز الذي يطبع الأداء الفردي والجماعي بين مباراة وأخرى، بما يعني أن اللاعبين أضاعوا حلقة الربط الأساسية التي يجب أن تتوفر لهم في مرحلة تصفيات كهاته، وما أعنيه بحلقة الربط أن يوجدوا جسورا تكتيكية وبدنية ونفسية تنقلهم من مباراة لأخرىفف لا أستطيع أن أكون مباشرا فأحمل المدرب الفرنسي جودار مسؤولية هذا الإخفاق، وأعتبره إخفاقا لأن الأولمبي الإماراتي كان له من المقومات الفنية ما يؤهله للذهاب أبعد مما ذهب إليه، لسبب واحد هو أنني لم أعش مع الرجل تفاصيل التحضير للحلقة الأهم في دورة الإقصائيات، ولكن من موقع المراقب والمتتبع يمكن أن نستشف أشياء كثيرة منها أن الأبيض لم يتعامل مع التصفيات على أنها بطولة، أي حلقات موصولة تتغير الواحدة عن الأخرى بتغير الخصوم، ونتيجة لهذا السوء في التعامل مع المنظومة الإقصائية جاء الأداء الفني العام متفاوتا بين مباراة وأخرى، إلى درجة أنه كان من الصعب أن نوجد عناصر ربط بين الحالة الفنية التي كان عليها منتخب الإمارات في جولة أبو ظبي والحالة التي كان عليها في جولة اليابان. والأمر في رأيي لا يقتصر على محدودية العناصر ولكنه يذهب إلى أبعد من ذلك، إلى محدودية الفكر الفني، فالمدرب الذي لا يستطيع أن يقرأ جيدا خصوصيات لاعبيه الفنية لن يقدر بالضرورة على إيجاد الصيغة التكتيكية الأمثل للأداء في تصاعده وفي تطوره من مباراة لأخرى. وعدم القدرة يتجاوز في رأيي الإطار الفني ليصل إلى الإطار النفسي، السيكولوجي بالمعنى الذي يمكن اللاعب من تكييف الضغط بحسب الحاجة، فقد شاهدنا كيف عالج الأبيض مواجهاته الثلاث بأبو ظبي على أرضه وأمام جماهيره وكيف تعامل مع مواجهاته الثلاث الأخرى باليابان، حتى إنه يصبح ممكنا القول باستحالة القياس لوجود فوارق كثيرة. وحتى لا أكون متجنيا على المدرب الفرنسي جودار لحد تحويله إلى شماعة لتعليق أخطاء واهية فإنني أقول إن إخفاق الأبيض الإماراتي في بلوغ الأولمبياد يستحق أكثر من قراءة نقدية عميقة لتحويله في النهاية إلى محفز حقيقي للعمل بمستوى وشكل آخرين. @ الاتحاد الإماراتية