عندما تذهب للجوازات هذه الايام, وتخرج منها عائدا بالسلامة لاهلك, فستحس برغبة شديدة لتروي مشاهداتك وتوثقها لكل من يزورك او يفتح معك الموضوع! يمكنك ان تؤلف (سيناريوهات) فيلم وطني, او تقدم نصا ساخرا عن الجوازات لطاش ما طاش! الحكاية ستستغرق منك اياما.. لا تدري ماذا تحكي وتقول في مذكرات (مراجع للجوازات).. النظام.. تضييع الاوقات.. اخلاقيات الناس واحترامهم للنظام.. عندما عدت مساء من الجوازات الاسبوع الماضي تصفحت (اليوم) فشاهدت تحقيقا مطولا مع المسؤولين في جوازات الشرقية! بدأ الدم يغلي في عروقي.. وتسمرت عيناي من هول التطمينات.. وسياسة (جاري العمل على حل المشكلة)! غير انني حفاظا على صحتي, ونتيجة الانهاك الشديد الذي سلبته مني الصفوف الطويلة لم استطع قراءة التحقيق.. وحتى لا اكذب فانني لم اجد اي رغبة في العودة لقراءة التحقيق لاحقا وسماع اعذار المسؤولين! ان ما يحدث في جوازات الشرقية هذه الايام فيه انهاك من النوع الثقيل, وهدر وطني لبعض الجهود والاوقات, وتجاوز في احيان كثيرة لأبسط قواعد التنظيم والتخطيط! صدقوني ان موظفي الجوازات يعانون جهدا وضغطا لا يقل عما يعانيه اصحاب الصفوف الطويلة من بعد صلاة الفجر, ومن بعد صلاة العشاء, الجوازات ترى ان هذه الصفوف الطويلة قبل بداية الدوام امر يخص المراجعين انفسهم!! لا يعقل ان تكون المديرية العامة للجوازات تتعامل مع احتياجات المنطقة الشرقية بطولها وعرضها بحشر كل السعوديين في جوازات الدمام لانهاء كل اجراءات الجوازات وبحضور صاحب الجواز بشحمه ولحمه, فيما الاجانب يتكفل المعقبون بانهاء اجراءاتهم! هل يوجد خلل في القدرة التنظيمية والهيكلة الادارية للمديرية العامة للجوازات؟ هل من داع لقطع اعمالك لاكثر من يوم لتلتحق بركب صفوف الانتظار؟ هل يجوز استنزاف موظفي الجوازات بفترتين تمتد الى منتصف الليل؟