لم تقف الفتاة السعودية عند حدود الحصول على الشهادة الجامعية او الجلوس على قائمة الانتظار للبحث عن وظيفة حكومية بل امتهنت واحترفت عددا من المهن التي زاحمت فيها الرجال وابرزها (فن التصوير) حيث امتلكن استديوهات تصوير .. فلم يخل حي من احياء القطيف او ضواحيها دون ان تنبهر بأضواء الكاميرات تحت اشراف نسائي كامل.. (اليوم) رصدت عددا من الاستديوهات والتقت باصحابهن للتعرف على ماهية الظاهرة الجديدة التي شغلت حيز ليس بالقليل بين مؤيد ومعارض.. قالت صاحبة استديو: ان جميع الموظفات بداية من الاستقبال ومرورا بالمصورات ونهاية بالعاملات في معمل التحميض فتيات سعوديات مؤكدة انها لاتشترط شهادة معينة مع الاخذ في الاعتبار ان وجود اي فتاة لديها خبرة وكفاءة في هذا المجال نقوم بتوظيفها على الفور بعد اجتيازها اختبارات المقابلة الشخصية. واضافت تعلمت فنون التصوير من زوجي حيث درس في الخارج فالمسألة لاتحتاج سوى التركيز والارادة وبعض الامكانيات المادية نظرا لشراء بعض المعدات ذات الجودة والتقنية العالية من كاميرات متخصصة. وترى سوزان ت (مصورة تعمل بمفردها وعلى حسابها الخاص ان الحاجة المادية هي التي دفعتها لامتهان واحتراف مهنة التصوير وتقول : رفضت الجلوس في المنزل بعد حصولي على الثانوية، واحوالنا المادية متردية، وبعدما فكرت في عمل مشروع شخصي يعود علي بالمنفعة، التحقت بدورة تدريبية في برنامج الفوتو شوب وبعدها اشتريت كاميرا وبعض المعدات ثم اطلقت حملة اعلانية لتنهال علي الاتصالات وطلبات التصوير، وشاركت بتصوير عدد من حفلات الزواج ومعي معداتي الخاصة بالتصوير، وفي بعض الاوقات اصطحب اختي الصغرى لمساعدتي في بعض الامور الفنية. وتضيف : استطيع الآن تلبية رغبات الزبونة واقوم بعمل المونتاج اللازم للشريط وانسخ منه ثلاث نسخ. وأبدت مهارة السعيداستياءها من ازدياد اعداد الفنيات اللاتي يمتهن التصوير وقالت : في الحقيقة اصبحت هذه المهنة (لكل من هب ودب) ولا ادري ما الاسباب، وهل كل من تمتلك كاميرا وجهاز كمبيوتر تصبح مصورة؟. وتضيف : أعتقد أن المصورة باتت من كماليات حفل الزفاف والعروس تريد ان تتباهى امام الجميع والمعازيم بأن هناك من يتابع حركاتها ويصورها والمعازيم تتفرج، وعندما نشاهد شريط الزفاف وكأنك تشاهد رسوما متحركة واصواتا متناثرة ولاتسمع سوى صوت اغان للفنانين. واستنكرت شيرين الداراقامة مثل هذه الاستديوهات ووصفتها بأنها غير لائقة وتساءلت: من المسؤول؟ هل هو جهل الناس ام غياب رقابة البلدية؟ ام استغلال وتنافس؟ العملية اصبحت عمل من ليس له عمل والضحية هي الجمهور الذي يثق بمثل هذه الاستديوهات. وتضيف : حتى الآن لايوجد استديو تصوير من الدرجة الاولى سوى استديو وحيد يملك معملا للتحميض وباقي الاستديوهات دون المستوى. اقول ذلك بناء على خبرتي وكوني حاصلة على دورة في مجال التصوير الضوئي. وتؤكد ان هناك بعض المقومات التي تقف في وجه الفتاة العاملة وخاصة النظرة القاصرة للمجتمع حيال المرأة التي تخرج وبيدها كاميرا تصوير وتقف امام الجميع وتبرز موهبتها. في المقابل عارض الرجال فكرة اقامة استديوهات للنساء حرصا على عدم انتشار الفساد والصور الفوتغرافية بين الشباب حيث قال ابوحسين : لم يعد شيئا مضمونا.. فانتشار مثل هذه الاستديوهات يعد جريمة في حق المجتمع نظرا لعدم الامان في هذا الزمان وخاصة بين ضعاف النفوس. وتضيف مريم عبدالرزاق : للاسف ما يحدث في الاستديوهات امر يخدش الحياء ولكي اكون صريحة هذا يعتمد على المرأة نفسها، فما رأيته ذات مرة موقف شائن يعيب للفتاة السعودية، وانا لست ضد فكرة التصوير في الاستديو فليس من المعقول ان تمتلك الفتاة كاميرا وتعبث وسط الفتيات، كما انه من الصعب ارتياد الفتاة بين ساعة واخرى للدخول للاستديوهات بشكل مستمر. اما نفيسه موسى فترى ان الذهاب لاستديو التصوير النسائي اصبح من ضروريات الحياة وتقول : انا سعيدة بانتشارها فهذا يمنحنا فرصا اكبر للاختيار والتغيير مع تعدد المناسبات. المرأة السعودية تقف خلف الكاميرا