ذكرت وكالة الانباء الصربية (بيتا) نقلا عن شاهد عيان ان ثلاثة من الصرب قتلوا ليل الاربعاء الخميس في مدينة غنيلان بشرق كوسوفو ما يرفع الى 18 عدد القتلى الذين سقطوا في المواجهات الجارية في اقليم كوسوفو الصربي الذي تقطنه اغلبية من الالبان. ونقلت الوكالة عن ايفان تودوروفيتش قوله ان بوبان بيريتش واثنين من افراد عائلته (تعرضوا للضرب حتى الموت). واضاف ان (جميع منازل الصرب في غنيلان احرقت) مضيفا ان ثلاثين صربيا لجأوا الى الكنيسة الارثوذكسية في المدينة. ويبدو ان اعمال العنف امتدت ليل الاربعاء الخميس الى جميع المناطق التي يقطنها الصرب في اقليم كوسوفو والذين لجأوا الى قوة السلام المتعددة الجنسيات (كفور) بعد ان هاجمهم الالبان الذين يشكلون الاغلبية في الاقليم. الى ذلك طالب وزير خارجية صربيا والجبل الاسود جوران سفيلانوفيتش في ساعة متأخرة من يوم أمس الاول بعقد اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي لبحث تجدد العنف في كوسوفو. وقال سفيلانوفيتش عقب اجتماع مع السفراء الاجانب في بلجراد (طالبت باجتماع عاجل لمجلس الامن وتصرف حاسم من قبل المجتمع الدولي للحد من الاضطرابات والتوترات في كوسوفو.. ولضمان أمن الصرب). وأضاف أنه تحدث إليهم بأن بلجراد (تتطلع إلى حلول مؤسساتية) لتأمين الحكم الذاتي للصرب في كوسوفو. من جانب آخر تجمع آلاف من الناس ليل الاربعاء/الخميس خارج وزارة الخارجية في بلجراد للاحتجاج على الهجمات على الصرب في كوسوفو. وكان العنف اندلع في متروفيتشا في كوسوفو وسرعان ما امتد إلى الجيوب الصربية الاخرى التي هاجمها آلاف من الالبان. من جانبه قال متحدث باسم قوات حفظ السلام /كفور/ التي يقودها حلف الاطلسي في كوسوفو إن الجنرال الالماني هولجر كامرهوف قائد قوات كفور رفض عرضا من رئيس الوزراء الصربي فويسلاف كوستونيتشا بالتعاون مع قوات الامن الصربية في تهدئة العنف في كوسوفو. واكد المتحدث الكولونيل هورست بايبر بأنه (لن يكون هناك تعاون بين كفور والقوات الصربية). مشيرا إلى سهولة الاستعانة بقوات الحلف المنتشرة في أوروبا، معترفا بأن العنف الذي اندلع في كوسوفو هو (أسوأ موقف) منذ انتشار هذه القوات في الاقليم في حزيران/يونيو عام 1999. ووجه زعماء ألبان كوسوفو نداءات تدعو إلى التحلي بالهدوء قائلين إن الموقف يضر بمصالح الاقليم لكن هذه النداءات لم تجد نفعا. وفي تطور خطير اشتبك عدة مئات من الغوغاء مع الشرطة أمام المسجد الذي يقع في وسط العاصمة الصربية، حيث انسحب فريق من رجال الشرطة على ما يبدو من محيط المسجد بعد تبادل الضربات مع المتظاهرين وبعد أن ألقى رجال الشرطة قنابل مضيئة باتجاه الحشد الغفير الذي تزايد عدده. ونقل راديو بي-92 عن وزارة الداخلية قولها إن ستة من رجال الشرطة قد أصيبوا بجروح. و قام المتظاهرون الغاضبون بقلب سيارتين للشرطة فضلا عن حافلة صغيرة كانت تقل علي ما يبدو مشجعي كرة القدم في بلجراد. و أسرع بعض المتظاهرين نحو فناء المسجد وهم يحملون مشاعل حيث أشعلوا النار في جدار خشبي. وأحرق مسجد في وقت سابق في مدينة نيس التي تعد ثالث أكبر المدن الصربية وتقع على بعد 230 كيلومترا جنوب بلجراد. وتجمع حوالي ألفين من المتظاهرين في وسط المدينة عندما أضرمت النار في المسجد. وذكرت وكالة (بيتا ) الخاصة أن المتظاهرين كانوا يرددون هتافات وأن بعض الاشخاص قد التقطوا صورا أمام المبنى المحترق. وقالت الوكالة إن بعض رجال الاطفاء قد وصلوا إلى موقع الحادث لكنهم لم يحركوا ساكنا عدا وقوفهم بجوار المبني. وقال ممثل للاجئي صرب كوسوفو للمتظاهرين إن (الموقف كان مماثلا لغيره في المدن الصربية الجنوبية الاخرى) غير أنه لم ترد تقارير بشأن وقوع حوادث في أماكن أخرى في صربيا. وأفادت التقارير بأن مظاهرات اندلعت أيضا في نوفي ساد ثاني أكبر المدن الصربية. وقالت الكنيسة الارثوذكسية الصربية في وقت سابق إن كنيستها في بلدة بريزرن في كوسوفو أحرقت خلال هجمات قام بها ألبان يوم أمس الاول في معظم الجيوب الصربية في الاقليم الذي بات 88 في المئة من سكانه (ألبان) منذ اندلاع الصراع في عام 1999. مواطنون يحملون مواطناً اصيب في مواجهات أمس الأول