في موسم الانتخابات الامريكية كل الاوراق مطروحة وكل المناورات متاحة بدءا بحلول المتاهة الطريق الاسرائيلية وانتهاء بمستنقع الطين العراقي الذي علقت فيه الارجل الامريكية, وكل ما قيل وما قد يقال حول حلول أو خطط متخذة لحل تلك الازمات او حتى اختلاف في التعاطي معها ماهو الا لعبة تدار لكسب جمهور مؤيد يحسم رأيه في الانتخابات. بل اكثر من ذلك فلا يمكن الرهان على صناع القرار في البيت الابيض بل ولا يمكن الحديث عن امكانية ان تكون الحكومات المتعاقبة في سدة المكتب المستدير اكثر من عرائس تحركها خلف الكواليس حكومة ظل تضع في سلم اولوياتها السيطرة على العالم بارباكه بمشاريع ومخططات معلومة لاتخدم الا اهدافها ومصالحها البعيدة عن الانسانية وتطلعات الشعوب ولذلك فان العالم اليوم لايحكمه حكام فعليون بيد ان حركات الشعوب التي استطاعت كشف تلك الاهداف والمخططات والوقوف بوجهها وتحديها وعلى رأسهم شعوبهم ماهي الا اكثر دلالة على ان تلك الخطط التي لايخر منها الماء قد اصبحت مقطوعة تخر على رؤوس اصحابها فاذا كان الرئيس بوش يعتبر الاجابات البسيطة عن الاسئلة الصعبة تفسيرا لهاجس المرحلة فالفارق بين اسلوب التعامل مع كوريا الجنوبية والعراق هو تعسر هذه على الدبلوماسية وتجاوب تلك فما هي اذا احداثيات مرحلة تكون فيها الاجابات الصعبة ردا على التساؤلات السهلة فهو رئيس زمن الحرب والحرب تسكن عقله فلا يمكن اذن السيطرة على العالم الا باستراتيجية الحرب الوقائية لتكتكة الامن وفقا للهدف المنشود في ادبيات منظري البيت الابيض. لكن الواقع يبقى رهنا لمعطياته ولايمكن الجزم بالنتائج مسبقا مثلما يمكن الجزم بمقدماتها قد تصيب تكهنات وسيناريوهات مراكز الدراسات الاستراتيجية او مكاتب ادارة الازمات في البنتاجون او حتى CIA ولكنها قد تخطئ ايضا.