عزيزي رئيس التحرير لاشك ان هناك ازواجا انانيين لايهمهم سوى انفسهم ومتعتهم الشخصية، ويلقون بعبء الأولاد والبيت على الزوجة، ومثل هذا الزوج ربما لم يحسن الأهل تربيته في الشباب، وربما لم يتعلم الواجب بحيث يستطيع تحمل مسؤوليات الزواج.. وانا لا اقصد هنا الجانب المادي فقط الذي يستطيع الازواج غالبا القيام به. فالمادة وحدها لاتصنع حياة زوجية سعيدة متناغمة، فثمة اشياء اخرى كالتقارب الوجداني والفكري، ومشاركة الزوجة هموم البيت ومشكلات الأولاد، بل ومشاركتها احيانا حين يسمح وقت الزوج في اعمال المنزل، مما يجعل الزوجة تتفانى في خدمة بيتها وزوجها، ويشعرها بأهميتها في حياة زوجها. اما الزوجة فقد تكون احيانا هي سبب عزوف الزوج عن بيته ودفعه للخارج دفعا دون ان تدري، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ يقول (إنما الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة، التي اذا أمرها اطاعته، واذا نظر اليها سرته، واذا غاب عنها حفظته) فكثير من الزوجات تهمل هيئتها في بيتها ولا ترتدي ما يناسبها، بحجة انها ليست في حاجة الى ذلك في البيت، وترد على زوجها بأسلوب منفر، وبعضهن كثيرات الثرثرة والشكوى، ومثل هذه الزوجة تحتاج ايضا الى تدريب وتعليم لتتحمل مسؤوليات البيت وحسن معاملة الزوج. ولقد قامت بعض الدول الغربية بانشاء فصول تعليمية لعقد دورات تدريبية لتدريب الشباب والشابات المقبلين على الزواج على واجبات الحياة الزوجية ودور كل فرد فيها، والغريب ان الأم العربية كانت تقوم بهذا الدور فتوصي ابنتها بحسن معاملة زوجها وحسن عشرته، والصبر معه في وقت الشدة. والذي يحدث اليوم ان كلا الطرفين لا يفكر الا في ملء اركان البيت بما ينفع وبما لا ينفع من ادوات واجهزة وملابس، ثم نسأل بعد ذلك: لقد وفرنا كل شيء ولكن اين السعادة؟؟ ان للسعادة الزوجية اسرارا يجب ان يتعلمها كلا الطرفين. تلك حقيقة اكدتها دراسات اجتماعية ونفسية عديدة. فعلى كل طرف ان يدرك اهمية الطرف الآخر في حياته وانهما وجهان لعملة واحدة، وليس من الضروري ان يكونا متشابهين في كل شيء، وان اختلاف الرأي ليس معناه التناقض، بل ان توافر صفات مختلفة في كل منهما يمثل وحدة متكاملة. يجب على الزوجين ان يغيرا من نمط حياتهما من فترة الى اخرى، حتى لا يشعرا بما يسمى (الملل الزوجي) فمع مرور الوقت وانشغال بعض الازواج بأعمالهم، ربما بعض الزوجات ايضا، تصبح الاحداث التي تمر بالاسرة احداثا مكررة على وتيرة واحدة، فيسري الملل الزوجي الى كيان الأسرة. وعلى الزوجين كسر الروتين اليومي بالخروج لاحد المتنزهات لنزهة قصيرة او زيارة بعض الأهل والاقارب، وان يحرص كل منهما على مقابلة الطرف الاخر بابتسامة مهما كانت متاعبه اليومية، وان يظل باب الحوار مفتوحا، وان يسمع كل منهما الطرف الآخر، ويناقش المشكلات التي تعترضهما في جو من الهدوء والتفاهم. وعلى الزوجة الا تهمل مظهرها امام زوجها، وان تمتدحه بما يحب من وقت لآخر، وتهنئه على نجاحه في عمله او انجازه لعمل معين، وكذا الزوج. ومن ثم تحقيق السعادة الاسرية، فسعادة الاسرة تعني سعادة المجتمع والامة بأكملها وبناء مجتمع قوي مترابط. @@ علي بن عائض القرني مدير مدرسة السعودية الابتدائية بالخبر