قال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الامين العام للهيئة العليا للسياحة ان التحدي الاول للسياحة بالمملكة هو جذب السائح السعودي، وان نجاح ذلك سيتضح خلال السنوات الخمس الاولى من السياسة العامة لتنمية السياحة الوطنية كما اشار الى ان السعوديين مفطورون على حب العمل، وخدمة الوطن، والحفاظ على قيمهم النابعة من ثقافة اسلامية اصيلة. وأوضح سموه لدى تقديمه ورقة عمل حول (التجربة الادارية في الهيئة العليا للسياحة) اول من امس الاحد امام الملتقى الاداري الثاني الذي يعقد تحت عنوان (الادارة والمتغيرات العالمية الجديدة) ، ان السياحة لا تعد هدفا بحد ذاتها، بل وسيلة لتنويع مصادر الدخل، وزيادة الانتاج، وتوفير فرص العمل، وتنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وحفز التنمية الاقليمية، واثراء التراث والثقافة، وربط المواطن بمجتمعه ووطنه، اضافة الى تأمين وسائل وفرص الترفيه والرحلات الترويحية. واضاف أن الهيئة بدأت فور تأسيسها ببناء جهاز اداري مرن يتعامل مع السياحة كصناعة مترابطة ومتكاملة، قادرة على التكيف مع المفهوم الحديث للادارة. (فهي منشأة حديثة ولدت في عصر جديد، وعملت على استقطاب الكفاءات المؤهلة القادرة على العمل في اطار ثقافة متميزة تتوافق مع دور الهيئة ورسالتها). وحول ابرز التوجهات والنماذج الادارية التي تنتهجها الهيئة العليا للسياحة اوضح سموه أن الامانة اعتمدت اسلوب اعادة الهندسة، للتخلي قدر الامكان عن اجراءات العمل الروتينية الراسخة، والتفكير بصورة جديدة في كيفية تطوير صناعة السياحة في المملكة، وتغيير المنهج الاساسي للعمل لتحقيق تطوير جوهري في الاداء في مجالات السرعة والتكلفة والجودة. ومن ابرز نتائج اعادة الهندسة - حسب سموه - دمج مجموعة وظائف في وظيفة واحدة، وتفويض العاملين بالمزيد من الصلاحيات، والتخلص من النمطية ، وتشكيل التنظيم على اساس توفيقي بين المركزية واللامركزية ، والتركيز على الكفاءة المهنية العالية لمنسوبي الهيئة. واعتبر سمو امين عام الهيئة ان ندرة الكفاءات الوطنية المتخصصة في اعمال وتخصصات السياحة ، مثل : الادارة السياحية والتخطيط السياحي، والتسويق والترويج السياحي، ونظم المعلومات السياحية، والانظمة والقوانين السياحية، والتعليم والتدريب السياحي، من التحديات التي تواجه تنمية السياحة الوطنية. الامر الذي دفع امانة الهيئة للتعاقد مع مجموعة من الخبراء في مجال السياحة، وكذلك الاستعانة بخبرات منظمة السياحة العالمية والبنك الدولي، للمساعدة في اعداد مشروع تنمية السياحة الوطنية. وقدم سموه عددا من المقترحات في هذا الجانب من بينها تشجيع الجامعات الوطنية والقطاع الخاص على انشاء اقسام وكليات جديدة للعلوم السياحية والفندقية، بالاضافة الى دعم التدريب والابتعاث في مختلف التخصصات والمهارات السياحية، والتعاون المستمر مع صندوق تنمية الموارد البشرية بهدف تطوير الخبرات واكساب المهارات والمعارف التي تحتاجها جميع قطاعات السياحة. وبين الامير سلطان بن سلمان في الملتقى الذي تنظمه الجمعية السعودية للادارة برعاية معالي الدكتور خالد بن محمد العنقري وزير التعليم العالي، ان خطة العمل الخمسية الاولى 1424 - 1428ه التي اعتمدها مجلس ادارة الهيئة ترمي الى تأسيس اجهزة سياحية في المناطق، ووضع برنامج وخطة عمل للتنمية السياحية في كل منطقة، فضلا عن اعداد مخططات مبدئية ودراسات جدوى اقتصادية اولية للمشروعات الريادية في مناطق التنمية السياحية ذات الاولوية، واعداد واعتماد شروط الاستثمار واستقطاب عروض المستثمرين. وقال سموه ان الهيئة بصدد توقيع مذكرة تفاهم مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب، تستهدف تنشيط فعاليات السياحة الرياضية، واستثمار طبيعة المملكة الصحراوية والبحرية والجبلية في تنظيم عدد من البطولات الر ياضية التي تستهوي السياح ممارسين ومتفرجين. واكد سموه ان الهيئة تعد من المؤسسات الرائدة في مجال تطبيق مفهوم الحكومة الالكترونية في المملكة، لافتا الى البدء في مشروعين اساسيين هما نظام العمل الالكتروني المتكامل ونظام تخطيط موارد المنشأة، حيث يختص المشروع الاول بتطبيق نظام متكامل لانشاء المعاملات الادارية الداخلية ومتابعتها مما سيوفر درجة عالية من الرقابة على معاملات الهيئة، بما يضمن تحقيق الدرجة القصوى من السرعة والكفاءة والانتاجية ، اما المشروع الآخر فهو يختص بتطبيق نظام متكامل لادارة الموارد المالية والاجراءات المحاسبية وكذلك ادارة الموارد البشرية والمشتريات والتخزين، ومن خلال هذا النظام يتم انجاز كافة المعاملات المالية ومعاملات الموارد البشرية عن طريق الحاسب ووفق سياسات واجراءات عمل مسبقة التحديد تضمن الرقابة على موارد الهيئة وتوفر المرجعية التي يعتمد عليها في التخطيط والتنظيم، ويتوقع الانتهاء من المشروعين خلال هذا العام حسب خطط العمل المعتمدة. وفي مجال ادارة المشاريع الكترونيا، كشف عن تطبيق نظام حاسوبي لادارة المشاريع والرقابة على الانجاز وادارة الموارد اللازمة بشكل الكتروني كامل يتيح للادارة التنفيذية التعرف على مراحل انجاز كافة المشاريع والمعوقات والمخاطر المحتملة في كل مرحلة مما يوفر مستوى عاليا من المتابعة المستمرة. كما اشار سمو الامين العام الى مبادرات اخرى سيعلن عنها قريبا في الاعلام السياحي، والسياحة المدرسية، والتسويق الالكتروني.