ما الموضوعات التي تشغل بال أولياء الأمور والتي تجعلهم يرفضون ان يمارس أبناؤهم الرياضة في زمننا هذا؟. في الماضي لم تكن هناك عوائق تمنع الآباء من ان يفرضوا ستاراً على أبنائهم.. وكانوا يشجعونهم ويوجهون إليهم النصح والارشاد لممارسة الرياضة والانغماس فيها ويشترون ألبستهم الرياضية. كانت الحياة يومئذ بسيطة وخالية من التعقيدات وكل الالتزامات فاللاعب كان يجد الملعب العشبي بالقرب من منزله وكانت المدرسة في أوج عظمتها الرياضية فما ان ينتهي الدوام المدرسي ويصل الشاب إلى البيت ويتناول طعام الغداء حتى يقوم بحمل الكرة والذهاب بها إلى الملعب إلى ان يسدل الظلام فيتعشى وينام ويستيقظ للمدرسة وهكذا تدور الحياة. لم يعترض الآباء على أبنائهم.. لكننا بدأنا اليوم نستشعر الخطر ونلاحظ ان معظم الآباء يمنعون أولادهم من اللعب ويفضلون الدراسة على الرياضة ومعهم الحق في اتخاذ هذا القرار. اليوم اصبحت الرياضة في مجتمعاتنا العربية وسيلة لتدمير مستقبل اللاعبين وخاصة الناشئين.. فالأب المثقف يعلم ان لا رياضة صحيحة تسير في مجتمعه بالشكل السليم... وان لا رياضة يمكن ان تساهم في ايجاد الإنسان المنتج الصالح لا لنفسه ولا لمجتمعه.. لقد تخلت الرياضة عن أهدافها السامية ومبادئها الحقة.. وصارت وسيلة تدمير لمستقبل النشء!!. هذه النظرة تنبئ عن خطورة تامة لمستقبل الرياضة في وطننا العربي.. وقد نجد انفسنا ذات يوم بلا رياضة أو رياضيين. ها نحن اليوم نجد الجيل الحالي من اللاعبين لا يحملون المؤهل العلمي الدراسي الكافي ويصلون إلى مرتبة تمثيل المنتخبات الوطنية ومعظمهم في وظائف ضعيفة بسبب ممارسة الرياضة وعندما تنتهي صلاحياتهم وتنتهي شهرتهم يرمونهم كما يرمون ورقة (الكلينكس) وهم أشبه بقطعة الليمون تقذف بعد العصر وبعدها يعيشون حياة بائسة فهم نفعوا الرياضة ولكن الرياضة لم تنفعهم !!. ان المسئولين في الاتحادات والأندية متورطون باللاعبين فأكثرهم لا عمل لديهم ولا سكن ولا مواصلات ولا راتب ولا شهادات.. كل ما عندهم اقدامهم بعد ان منحوا عقولهم إجازة فصاروا يتحركون بالقدم ولا يستخدمون العقل في الحياة!. على هذا الأساس فان الآباء يعترضون على ان يمارس أولادهم الرياضة. ويشغلهم المستقبل.. فالانسان الرياضي بلا شهادة اشبه بالجندي في المعركة من دون سلاح وبالتالي فإن المجتمعات العربية بما فيها مجتمعنا المحلي ستكون فيها الرياضة عرضة للانقراض وان غداً لناظره قريب @ أخبار الخليج البحرينية .