تحاول مصانع السيارات لفت أنظار المستهلكين إليها بتقديم الجديد والطريف من منتوجها، وذلك من خلال صالون السيارات الدولي في جنيف في دورته الرابعة والسبعين. وقد افتتح الرئيس السويسري ووزير الاقتصاد جوزيف دايس مؤخرا فعاليات الصالون ، وسط ترقب يسود اجواءه حول ردود فعل الجمهور. رأى رئيس الصالون أن الهدف من هذه الفعالية السنوية الدولية، ليس اقتصاديا بحتا، إلا أنه من الممكن الربط بين تقديم الجديد والحديث في عالم السيارات مع محاولة تحريك الركود في حركة المبيعات. ولا تأتي هذه التصريحات من فراغ، إذ لم تتمكن شركات السيارات في جميع أنحاء أوروبا في العام الماضي من الوصول إلى الحد الأدنى من المبيعات التي تعودت عليها وبقى في مخازنها 800 ألف سيارة لم تجد مشترين لها، أما في سويسرا فقد تراجعت المبيعات بنسبة 8% في نفس الفترة.من جهتهم يعتقد خبراء السوق أن فترة شهرين (أي منذ بداية العام حتى الآن) لا يمكن أن تشكل رأيا قاطعا حول كيفية سير المبيعات أثناء هذه السنة، كما أنه من الصعب اعتبار آراء الجمهور أثناء الصالون مقياسا على توجهات المستهلكين، في الفترة المقبلة. في المقابل، رأى بعض مديري شركات السيارات أن هناك اتجاها فعليا داخل أروقة الصالون لتقديم أسعار متهاودة وخصومات أو تسهيلات في السداد، وذلك للتغلب على الركود الذي شهدته مبيعات العام المنقضي، وخوفا من استمرار هذه الحالة.ومن الطبيعي أن تكون الشركات قد استعدت لذلك بشكل أو بآخر، إلا أن الظاهرة العامة التي يمكن رصدها في صالون هذا العام، تتمثل في لجوء أغلب الشركات إلى تخفيض تكاليف الانتاج، حتى تتمكن من تقديم أسعار منخفضة، وبالتالي جذب العملاء المترددين. ويضع خبراء المبيعات ثقلا كبيرا على التصميم الخارجي، حيث يعتبرون أن النظرة الأولى إلى السيارة هي التي تحدد مدى إعجاب المستهلك بها، ومن ثم يبدأ الحديث عن استهلاك الوقود وإجراءات السلامة فيها أو ما إذا كانت للاستعمال العائلي أو الفردي. كما أحسنت بعض الشركات المنتجة للسيارات الشعبية في تحسين تصميماتها وتطويرها خاصة في الإعدادات الداخلية وتوفير حيز أكبر، أملا في كسب ثقة عملاء جدد، لا سيما أولئك الذين ليس لديهم إمكانيات مادية كبيرة لشراء ماركات شهيرة.