ذات يوم انصرف عنه اليونانيون لانه صغير السن وبلا خبرة ومختلف عن السياسيين الآخرين المنافسين أمامه، ولكن عندما جاء الوقت الذي يقررون فيه مصير بلادهم اختبروا آمالهم بأن صبره وحماسه سوف يقودانهم في النهاية إلى الازدهار. فعندما وقف رئيس الوزراء المنتخب الجديد كوستاس كرامانليس أمام الآلاف من مؤيديه الذين غمرتهم الفرحة بعد فوزه بالانتخابات البرلمانية التي جرت أمس الاول كان في مقدوره أن يطالب بتأييد الناخبين اليونانيين لتنفيذ الاولويات العاجلة في البلاد التي تشمل ضمان نجاح دورة الالعاب الاولمبية والانتهاء من المفاوضات الخاصة بإعادة التوحيد العاجل لجزيرة قبرص المقسمة قبل انضمامها إلى الاتحاد الاوروبي في الاول من مايو. ويجب أيضا أن تتأكد الحكومة أن شبكة الامن التي لم يسبق لها مثيل وتتكلف 650 مليون يورو تساير حجم التهديدات المحتملة. وقد تعهد كرامانليس بالابقاء على الاشخاص الرئيسيين المسؤولين عن التخطيط للاولمبياد في مناصبهم خاصة ما يتعلق بالخدمات الامنية. فقبل سنوات أربع خلت لم يكن المواطن اليوناني العادي يعتقد أن كرامانليس قادر على قيادة البلاد ولكن السياسي البالغ من العمر 48 عاما قد غير منذ ذلك التاريخ العديد من الآراء، فرغم قلة الخبرة العملية نجح كرامانليس في إصلاح حزبه الديمقراطي الجديد الذي كان في يوم من الايام غير منظم ومثل أمام الحزب الاشتراكي الحاكم أشرس معارضة واجهها منذ الثمانينيات. وفي ظل حكم رئيس الوزراء المنتهية ولايته كوستاس سيميتيس كانت اليونان ضمن 12 دولة في الاتحاد الاوروبي التي استحدثت اليورو كعملة وطنية. وخفضت اليونان معدل التضخم إلى أقل من 3 في المئة وحققت معدل نمو اقتصادي 8ر4 في المئة هذا العام. ورغم كل هذا النجاح المتحقق على أيدى الاشتراكيين فإن حكومة سيميتيس لم تستطع رفع متوسط دخل المواطن اليوناني الذي توقف عند 68 في المئة من متوسط دخل المواطن في الاتحاد الا وروبي أو تخفيض معدل البطالة الذي وصل إلى ما يقرب من 10 في المئة. ومن ناحية أخرى قدم كرامانليس مقترحات تفصيلية للبرامج الاشتراكية من خلال تقليص حجم القطاع العام المترهل في اليونان وايجاد حوافز مالية خاصة ودعم لدمج المشروعات.