الحديث اليوم حول اتفاق نقل السلطة للعراقيين وسعيهم الحثيث لتأخذ الاممالمتحدة كممثل للشرعية الدولية والجامعة العربية كواجهة للموقف العربي لتأخذ هاتان المنظمتان دورهما في العراق ومساعدة الشعب العراقي للخروج من ازمته تلك واخذ زمام مصير بلاده بيده هي سعي ايجابي لكي لا يتحدث العالم عن مدى شرعية مايحدث كما حدث مع تجربة مجلس الحكم ولذلك المجتمع الدولي والعالم العربي اليوم امام تحد بضرورة اتخاذه للدور المناط به كاملا وإلا فلا يتحدث احد بعد اليوم او يخوض في مسألة الشرعية. نعم الولاياتالمتحدة تريد الخروج اليوم من مأزقها في العراق وليس وجودها العسكري هناك هو المأزق الوحيد الذي وضعت نفسها فيه وانما تأتي مسألة الانتخابات التي يطالب بها الشعب العراقي وقواه الوطنية مأزقا آخر اذ سيتيح لحكومة وطنية تغليب مصلحة شعبها بما يتعارض ومصلحة الوجود الامريكي والمصلحة القومية للولايات المتحدة بيد انها اذا استطاعت ان توجد تقاطعا آخر بين مصالحها القومية ومصالح الشعب العراقي وذلك بالتوصل الى اتفاق ما يمكن ان يخدم مصلحة الطرفين يمكنها الخروج من مأزقها فلا المجازر كمجزرة النجف قبل اشهر ومجزرة كركوك قبل ايام هذا سوى تفجيرات تستهدف مساجد هنا ومساجد هناك ومحاولة إلصاق عملية هنا او هناك بغية الزج باسماء لدول اقليمية او المراهنة على فتنة طائفية او عرقية قد تجدي ولا محاولة إلباس اولئك الذين يضربون مصالح البلد ويهددون امن المواطنين لباس المقاومة في محاولة للتشكيك في مفهوم المقاومة وشرعيتها واثارة البلبلة حولها كان مجديا وذلك ان الشعب العراقي اكثر وعيا بمعطيات الصراع فقد خاض تجارب خلال خمس وثلاثين سنة في ظل ديكتاتور كصدام تكفيه لحسم اموره وتحديد اولوياته لذلك لاتملك الولاياتالمتحدة خيارات واسعة امام ارادة شعب قرر ان يمسك زمام مصيره بيده ان تكون حكومته القادمة خياره هو لاخيار القوى الدولية المختلفة التي لم تجلب له سوى الديكتاتوريات على مر العقود.