تفاعلت أسواق الذهب بمناطق المملكة مع تطبيق قرار سعودة الوظائف في محلات الذهب والمجوهرات بدرجات متفاوتة وشهدت اسواق الذهب في المنطقة الشرقية انخفاضا نسبيا في مبيعاتها وصل إلى 20 بالمائة بعد تطبيق القرار حيث أبدى بعض اصحاب المحلات تخوفهم من هذا الانخفاض. وذكر محمد أمين المدير المالي لاحد محلات الذهب والمجوهرات ان تطبيق نظام السعودة في المحلات جيد ويوفر قدرا لابأس به من الفرص الوظيفية ولكن في المقابل تسببت قلة الخبرة لدى بعض البائعين السعوديين في خفض المبيعات بنسبة 20 بالمائة بالاضافة الى نقص في البائعين السعوديين وارتفاع اجورهم مقارنة بالاجانب. وطالب أمين بعقد دورات تدريبية للبائعين قبل التحاقهم بالعمل مع زيادة الرقابة على الأسواق ليطبق القرار بالشكل المطلوب دون الاضرار بهذا القطاع الحيوي الذي يشكل ثروة هائلة من ثروات المملكة. وحول هذا القرار يقول جواد الناصر صاحب محلات مجوهرات: ان البائعين السعوديين اثبتوا نجاحهم في هذا المجال رغم ما تردد حول قصور ادائهم الوظيفي واضاف الناصر قائلا: من خلال تطبيقنا لهذا القرار والذي تعد المنطقة الشرقية من أكبر اسواق المملكة تطبيقا له لم تواجهنا اية مشاكل حيث تدرب لدينا عدد من الشباب والتحقوا بعد ذلك بالعمل ويجب ان نعطيهم الفرصة وسوف يكون لهم وضع جيد. وفي المدينةالمنورة قال وكيل امارة منطقة المدينةالمنورة المهندس عبدالكريم بن سالم الحنيني ان منطقة المدينةالمنورة حققت 100% في مجال سعودة تجارة الذهب والمجوهرات منذ منتصف العام الماضي 1424 ه مما يجعلها أول مدينة على مستوى المملكة في تطبيق القرار . وقال في اجتماع لمناقشة سبل البدء في التدرج بتطبيق قرار سعودة وظائف 25نشاطا تجاريا على مدى ثلاث سنوات تضم آلاف فرص العمل، انه تم تنفيذ قرار سعودة تجارة الذهب والمجوهرات اعتبارا من عام 1422 ه وتم التدرج في السعودة من 30% إلى 50% ثم أخيراً إلى 100% ، حيث حققت المدينةالمنورة السعودة بنسبة 100% ، وعد هذه الخطوة اكبر واهم الخطوات التي تتخذها الحكومة لتوظيف السعوديين وخفض معدلات البطالة بينهم والتخفيف من أعداد الوافدين في البلاد . وبين مدير لجنة تنفيذ الأوامر والتعليمات ( السعودة) عبدالرحمن شديد من خلال عرض مرئي أن اللجنة قامت برصد أولي عند بداية تطبيق القرار أتضح من خلاله أن هناك 311 محلاً تجارياً يعمل بها 1426 بائعاً يمثلون ( 21 ) جنسية منهم 17 بائعا يمثلون 1.19 % ، ارتفعت نسبتهم إلى 800 بائع سعودي تم تأهيلهم على رأس العمل ، وبعد اكتمال التطبيق وجد أن هناك 127 محلا تجاريا يعمل بها 625 بائعاً سعودياً نتيجة انسحاب حالات التستر من السوق . وأكد شديد أن قرار تطبيق السعودة قرار يمكن وصفه بأنه مطبق بشكل كامل وموثوقية عالية بالمدينةالمنورة وأنه منح المزيد من الموثوقية في الشباب السعودي الذين شكلت الفئة العمرية من 20- 30 عاما النسبة الكبرى منهم . كما تم استعراض دور التنظيم الوطني للتدريب المشترك بمنطقة المدينةالمنورة والذي تم تنفيذ برامج تدريب 48 متدربا و280 عقد توظيف 83 متدرباً للأمن والسلامة بسعوديين متدربين وفق توقيع عقودهم أو متوقع أن يتم توقيع عقود لهم . في نفس السياق قام مكتب التدريب والتوظيف بالامارة برصد 582 وظيفة يمكن اشغالها بسعوديين وتم توجيه (201) مرشح وتعيينهم في وظائف ومهن تتراوح أجورها من 1200 - 4000 ريال ، كما يتم العمل على تدريب وتأهيل (322) كادرا وطنيا موزعين على برامج موظف استقبال ( 59) متدرباً ، بائع تجزئة (86) متدرباً، مسؤول أمن وسلامة (177) متدرباً من ناحية أخرى تحتل المملكة المرتبة الرابعة عالميا في حجم الطلب على الذهب بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية والهند والصين، والذي يصل إلى نحو 200طن سنويا، كما أن تجارة الذهب والمجوهرات مزدهرة محليا ويبلغ حجم التعاملات في السوق المحلي بما يمثل أكثر من ثمانية مليارات ريال (2.3 مليار دولار).، وتنتعش هذه التجارة في مواسم الحج والأعراس ، ويبلغ عدد متاجر الذهب والمجوهرات في البلاد قرابة 6آلاف متجر يتقاضى العاملون فيها مرتبات تتراوح بين 3آلاف و 15الف ريال شهريا. ويعد قرار سعودة تجارة الذهب والمجوهرات ووكالات السفر والسياحة من القرارات الإصلاحية الجديدة التي بدأت الحكومة في تبنيها بعد وصول معدلات البطالة إلى مستويات مرتفعة تفوق ال 15% وفقا للتقديرات غير الرسمية ..وتبذل الحكومة جهوداً عبر برامج وقرارات تهدف الى تشجيع القطاع الخاص لتوظيف السعوديين لبذل جهد لتأهيل وتدريب وتوظيف الشباب السعودي وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة الفاعلة في التنمية وتحقيق الذات خاصة وان الحصول على عمل يتجاوز البعد الاقتصادي ويوفر الأمن ويقلل من الآثار السلبية على الأسرة والمجتمع بالإضافة إلى أنه يوفر الاستقرار للقطاعات التي تتم سعودتها نظراً لأن العمالة الوافدة مؤقتة ، كما أنه يصعب إيجاد تقاليد مهنية راسخة في هذه القطاعات ما لم تتم سعودتها.. والتي سوف يحققون استفادة كبرى من خلال طواقم عاملة تتسم بالاستقرار والولاء الوظيفي، خصوصاً مع مرور الوقت واكتساب الخبرة.