هل نجحت الولاياتالمتحدة باستغلال احداث 11 سبتمبر وصولا لأهداف مرسومة منذ فترة لترسيخ وجودها في العالم والتحكم بمقدرات وقدرات الشعوب وانشاء حزام أمني للسيطرة على القوى المحتملة - الصين والهند من جهة واوروبا الموحدة من جهة اخرى - ومراقبتها وبالتالي العودة لتاريخ الامبراطوريات والقوة الواحدة وعلى الجميع الاذعان لأوامرها ونواهيها. جميعا بلا استثناء دخلنا بقصد أو بلا قصد للدائرة التي رسمتها لنا أمريكا واخذنا نردد ان الحملة موجهة ضد الاسلام أو مايسمى جدلا بالارهاب الاسلامي فهل هذه النظرة صحيحة؟ الحقيقة ان امريكا تنتج جميع أنواع الاسلحة وهي بحاجة لسوق لترويجها ومنطقة لتجربتها وتطويرها وحاولت ايجاد عدو ولو من كرتون لذلك الغرض وهي بعد سقوط الاتحاد السوفيتي تتعامل بمنطق القوة (من ليس معنا فهو ضدنا) ومن هنا كانت تهدف لترسيخ هذا المبدأ والسيطرة على العالم وعدم السماح لأي قوة جديدة بالظهور وان سمحت فلابد ان يكون تحت مظلتها ورقابتها وكان لابد في هذه الحالة ان تجد لنفسها مبررا قويا لانتهاك القانون والتدخل في شؤون الدول واستلزم ذلك وجود عدو جديد يحمل مواصفات خاصة مثل عالمي الانتشار، دائم الخطر، ضعيف الامكانيات والقدرات، وقد وجدت في 11 سبتمبر ضالتها وفرصة تاريخية لايجاد العدو المزعوم فأعلنت ان العدو هو الارهاب الاسلامي وهو دين منتشر في جميع دول العالم والدول الاسلامية ضعيفة (اقتصاديا وعسكريا وتقنيا) ولا تستطيع ان تدافع عن نفسها اضافة لاستغلالها النزاع التاريخي بين الاسلام والمسيحية وهو ما اعتبر زلة لسان من رئيس أمريكا لكسب اوروبا لجانبها وهنا اوجدت لها أمام العالم عدوا خطرا يجب ملاحقته والسيطرة عليه وطالبت بتكاتف الجميع للعمل على ذلك وقد حددت لنفسها مواقع يجب ان تتواجد فيها لتحقيق الهدف الرئيسي (المراقبة والسيطرة) فاختارت مواقع لانشاء قواعد لها في كل من افغانستان لمراقبة الصين وباكستان والهند، والعراق لتأمين مصادر النفط وأمن الكيان الصهيوني والمخطط بحاجة لمواقع اخرى في قارة افريقيا (موقعين على اقل تقدير) تطل على البحر الابيض المتوسط ليتسنى لها مراقبة اوروبا واحدى الدول المرشحة لذلك ليبيا لقلة التعداد السكاني واتساع اراضيها وموقعها الاستراتيجي على المتوسط. فهل استفادت امريكا من 11 سبتمبر؟ وهل ستجعل منه شماعة لجميع أعمالها ومخططاتها القادمة؟ هل سينجح المخطط المرسوم وينفذ على الواقع؟ ختاما: المقاومة تؤرقها في افغانستان والعراق وهي تحاول تبريد الدم العربي للقبول بالأمر الواقع. (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)..