عزيزي رئيس التحرير تواصلا مع ما طرح في جريدتنا (اليوم) حول البرنامج المسمى (ستار أكاديمي) أود ان اوضح فكرة ستار أكاديمي أولا لمن لم يعرف هذا البرنامج بشكل تفصيلي. ان فكرة ستار أكاديمي تقوم على وضع مجموعة من الشباب والبنات في بيت يفترض انه مدرسة لتعليم الفن بكل أنواعه مثل الغناء والتمثيل.. يتم تقييمهم أسبوعيا باستبعاد آخرهم, وعلى هذا الأساس ينقصون كل أسبوع متسابقا حتى لا يبقى إلا الفائز. ولعل الذين انجرفوا بعواطفهم مع هذه الثقافة الهزلية لم يدركوا أنهم هم الذين يصنعون الثروة ويضعونها في جيوب الآخرين أما (صناعة النجوم) فهي عبارة فضفاضة لن تصنع سوى (السراب) في عقول المتقبلين لمثل هذه البرامج الهزلية التي أوجدها لنا الغرب بتداعياته الثقافية المختلفة وبدأت فكرة البرنامج عام 1998 في هولندا عندما تبنتها شركة اندمال (ENDEMAL) وتطلبت الفكرة سنة ونصف السنة حتى تم تنفيذها نهائيا. وعرضت لأول مرة في 1999. بعدها اشتركت اندمال مع شركتين لانتاج, وتم اقتراح فكرة وجود مواهب فنية حيث انطلقت فكرة (ستار أكاديمي). ولعل البعد الاقتصادي هو أهم ما يربط ما بين الفضائيات والمشاهد وهي همزة الوصل التي تستمد منه الغاية التي تبرر الوسيلة ضاربة بعرض الحائط المثاليات والمسلمات الأخلاقية للمجتمعات المحافظة. لقد أباحوا لأنظار الجمهور القبلات والاحضان بين المتسابقين وتركوهم على (الهوا سوا) اربع وعشرين ساعة مع مجموعة من الشباب يعيشون في فيلا يتسامرون فيها ويغنون ويرقصون ثم ينامون, ولكن الاشكال ان البعض يتابعهم حتى في نومهم فهل هناك مهزلة أكبر من هذه المصيبة التي تقبلها البعض تقبلا ايجابيا مما يوحي باننا نتأثر أكثر مما نؤثر. ان الكم الهائل من المكالمات التي يجريها الجمهور لترشيح نجمهم المفضل بالاضافة الى خدمة الرسائل التي تظهر على الشاشة والتي تحتوي على عبارات جنسية فاضحة هي المغذى الرئيسي لتلك البرامج الهشة مما يعني ان الوعي ما بين الشباب له أهميته في اسقاط تلك البرامج غير المثمرة وغير الناضجة نضوجا ثقافيا بل هي من سقط المتاع الذي لا يمنحنا سوى الخسارة الدينية والوقتية والثقافية ويجعلنا صيدا سهلا في عالم لم يعد يؤمن إلا بالأقوياء والأذكياء والله من وراء القصد. @@ مهنا صالح الدوسري