شهداء ضاعت هويتهم ونثرتها الرياح مع حبات الرمل التى غطت اجسادهم وتحولوا الى ارقام كتبت على لوحات اكلها الصدأ تنتصب على قبر لا يتجاوز عمقه خمسة سنتمترات دفنوا في ملابسهم دون اداء الصلاة عليهم0 اجساد الشهداء في مقابر الارقام ظلت عرضة للنهش من قبل الطيور والحيوانات المفترسة التي نبشت القبور الواقعة في مناطق مهجورة ربما لا يصلها انسان الا بالصدفة. كانت القصة الغريبة التى استمع اليها الباحث عيس طقاطقة من بيت لحم اثناء زيارته لاحد اصدقائه فى مناطق 48 دافعا قويا للبحث عن مقابر الارقام وعدد الجثث فيها، فالقصة وردت على لسان احد البدو الذي يسكن في منطقة مهجورة والذي قال انه ذات يوم سمع صوت طائر غريب فخرج لاستطلاع الامر فاذا به يرى طائرا وقد سقط منه شيء فذهب ليراه فاذا هو هيكل عظمي ليد انسان وقام ببحث المكان فوجد جثثا منهوشة وممزقة تختلط بالتراب. واضاف (انه ادرك حينها ان هذا المكان مقبرة للشهداء الفدائيين الذين سقطوا خلال معارك مع الجيش الاسرائيلي). ومن جانبه قال طقاطقة ان اكثر من 15 مقبرة تعود لشهداء ومفقودين موجودة داخل الخط الاخضر وفي المناطق الفلسطينية المحتلة من بينها مقبرة جسر بنات يعقوب على الحدود الفلسطينية السورية مساحتها تزيد على الدونمين وعليها اشارات تحذيرية لمنع المواطنين من الدخول اليها. ويروي الباحث الذي تمكن من زيارة المقبرة خفية بالتعاون مع مؤسسات حقوقية داخل الخط الاخضر ان هذه المقبرة تحاط باسلاك شائكة وابراج مراقبة. واشار طقاطقة الى ان المقبرة تحوي مقابر فردية وجماعية وعلى كل قبر يوجد لوحات كتب عليها ارقام بثلاثة الوان الاحمر والاسود والاخضر. واوضح ان المقبرة انشئت عام 74 وازداد عدد القبور فيها بعد عام 1982 اي فى اعقاب الاجتياح الاسرائيلي للبنان، مشيرا الى انه عند سؤال احد الاطباء المرافقين لهم حول سبب رش الجثث بمادة بيضاء اللون ، قال انها لمنع التلوث البيئي في المنطقة خاصة ان الجثث تغطى بالتراب دون مراعاة قواعد الدفن. اما مقبرة جسر داميه التى تقع على الحدود مع الاردن لم يتمكن احد من زيارتها سوى اعضاء الكنيست العرب عام 1994 حيث كتب على مدخلها (مقبرة لضحايا العدو وتحوي 300 قبر). وكانت مصادر اسرائيلية اعترفت قبل سنوات ان اكثر من 200 رفات دفنت فيها عام 1978 معظمهم من المفقودين والمطاردين والقبر فيها يأخذ شكلا مثلثا وتحمل ارقاما تسلسلية من 5003 حتى 5107 . وفي مقبرة وادي الحمام قرب طبريا وتقع بجوار بلدة عربية تحمل ذات الاسم تضم 170 شهيدا ومعظم القبور فيها لا تحمل أي رقم. ويقول طقاطقه انه التقى بعدد من سكان القرية واخبروه بان عددا من الشهداء دفنوا على اياديهم بعد اخبارهم من قبل الجيش بانهم سيحضرون لهم جثثا لدفنها. وقد اشترط السكان على الجيش اداء الصلاة عليهم فكان لهم ما يريدون ودفنوا حسب الشريعة الاسلامية. واضاف السكان ان الضحايا كانوا يرتدون زيهم العسكري ومصابين برصاص في الرأس او الصدر وهو ما يشير الى انهم استشهدوا وهم في حالة مقاومة. واشار المواطنون العرب الى انهم دفنوا الى جانب الشهداء جثتين تعود الاولى لرجل عجوز والثانية لامرأة قيل حينها انه ظلت الطريق اثناء قيامها بقطف بعض الثمار فى هضبة الجولان السورية المحتلة. وهناك بعض المقابر الاخرى كشف عنها بعض رعاة الاغنام وقالوا في شهادات لهم مشفوعة بالقسم لجمعية انصار السجين انهم شاهدوا جنودا يحضرون جثثا ويدفنونها في اراض بعيدة عن التجمعات السكانية حتى لا يكشف امرهم. وقبل عملية الدفن تقوم سلطات الاحتلال باعداد ملف خاص لكل شهيد ويدونون فيه كافة المعلومات الشخصية عنه لاستغلال هذه الجثث في عمليات التبادل كما حصل مؤخرا في تبادل صفقة تبادل الاسرى بين اسرائيل وحزب الله واخرجت الجثث من مقبرة عميعاد. وخلال انتفاضة عام 1978 اختفى عدد من النشطاء الفلسطينين ولا يزال مصيرهم مجهولا حتى الان. عائلة ناصر البوز في نابلس حيث كان والدها يترأس خلية عسكرية اطلق عليها اسم الفهد الاسود فقد عام 1988 ولم تترك عائلته وسيلة منذ ذلك الحين الا واستخدمتها للبحث عنه. بيان صدر عن جمعية القانون اشار الى ان سلطات الاحتلال تسرق اعضاء الشهداء لتزرعها لليهود.