تحطمت طائرة من طراز فوكر 50 تابعة لشركة كيش الايرانية للطيران بينما كانت تهم بالهبوط في الشارقة بالإمارات العربية المتحدة في الساعة 11.40 صباح أمس، مما أسفر عن مقتل 44 من بين 46 كانوا على متنها.وقال العقيد صالح علي المطوع قائد شرطة الشارقة ان هناك 43 جثة وثلاثة ناجين في حال حرجة، قبل ان يضيف ان احد الجرحى قضي متأثرا بجروحه في المستشفى.وأوضح أن كل الضحايا هم من ركاب الطائرة، مشيرا الى ان الناجيين هما رجلان. وقال تليفزيون الشارقة ان احدهما طفل.واكد محمد الغيث مدير عام الطيران المدني الاماراتي انه تم العثور على الصندوقين الاسودين للطائرة ويجري فحصهما لمعرفة اسباب الحادث مؤكدا ان الطائرة كانت ماضية في رحلتها بشكل عادي وانه لم يصدر منها اي نداء استغاثة. وقالت وكالة أنباء الامارات (وام) ان الحادث وقع بينما كانت الطائرة تهم بالهبوط في الشارقة الساعة 11 صباحا. وسقطت في موقع صحراوي بين منطقتين سكنيتين في الشارقة. وعزا مسؤولون بالمطار سبب السقوط الى خلل فني لكنهم لم يذكروا تفاصيل. وأوضحت أن الطائرة تحطمت في البقعة الحمراء وهي منطقة رملية خالية تقع بين منطقتي الموافجة والحويبة السكنيتين على بعد خمسة كيلومترات شمالي مطار الشارقة. وقال شهود عيان انهم شاهدوا جثثا تنقل في عربات اسعاف. وتظهر قائمة الركاب ان الطائرة كانت تقل مواطنين من ايران والهند ومصر ونيبال ونيجيريا والفلبين. ولم يبق من هيكل الطائرة الا الذنب الذي بدت عليه شارة "كيش اير". وتناثر باقي الهيكل واشتعلت الحرائق وتصاعدت اعمدة الدخان من الحريق الذي كان رجال الاطفاء يعمدون الى اطفائه. واظهر تليفزيون الشارقة صورا لجثة ممزقة قبل ان يظهر جثثا للعديد من القتلى وقد لفت في اغطية. ويمكن لطائرة فوكر 50 الهولندية الصنع نقل 46 راكبا. وقال عمال في موقع بناء قريب انهم رأوا الطائرة تتأرجح وهي تقترب من ممر الهبوط وسمعوا جلبة غريبة تصدر من المحرك. وقال الشهود انه لم يتبق من الطائرة سوى قطع مشتعلة. وقال شاهد: ليس هناك سوى قطعة من الذيل. لا يبدو ان هناك كثيرين على قيد الحياة. وفي وقت سابق قالت مصادر امنية ان الطائرة تحطمت خلال الاقلاع. وقالت مصادر اخرى انها طائرة شحن روسية كان على متنها 35 راكبا. وتدير شركة طيران كيش شبه خطوطا محلية ودولية قصيرة من والى جزيرة كيش الايرانية في الخليج وهي منطقة تجارة حرة تحاول ايران الترويج لها. وقال مسؤول من الشركة في ايران ان الطائرة هولندية الصنع من طراز فوكر-50 التي يمكنها نقل نحو 50 راكبا وطاقم من ستة افراد. وتعاني الشركات الايرانية من صعوبات في الحصول على قطع الغيار اللازمة لطائراتها بسبب العقوبات الامريكية. وتحطمت طائرة اليوشن 76 ام ام دي روسية الصنع في جنوبايران في فبراير من العام الماضي مما اسفر عن مقتل 276 عسكريا كانوا على متنها. وفي 6 سبتمبر 2003 تحطمت طائرة توبوليف تابعة للشركة كانت تؤمن رحلة بين طهران وكوبنهاغن بعد ان اصطدمت بشجرة حين كانت تحاول الهبوط وسط ضباب كثيف في مينسك (بلاروسيا). وقالت ادارة المطار عندها ان ايا من الركاب الاربعين لم يصب بأذى. وبعد تحطم الطائرة الايرانية في الشارقة، أمر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع بدولة الامارات العربية المتحدة بإلغاء نظام المغادرة لاستبدال تأشيرات الزيارة والعمل. وتضمنت الاوامر التي بدأت إدارة الهجرة والجنسية في دبي بتطبيقها فورا أمس، تسوية أوضاع القادمين للامارات بتأشيرات زيارة وحصلوا لاحقا على تأشيرات عمل في إمارة دبي دون الحاجة إلى سفر الشخص المعني خارج البلاد والعودة ثانية لتعديل وضعه. وتقضي قوانين دولة الامارات بضرورة أن يغادر حامل تاشيرة الزيارة بعد انتهاء مدتها أو حصوله على تأشيرة عمل خارج البلاد والعودة مرة أخرى. ويلجأ من يشملهم هذا القرار للسفر في رحلات قصيرة لدول مجاورة من بينها إيران وقطر والبحرين وسلطنة عمان. ووصل إلى الشارقة مساء أمس وفد من هيئة الطيران الايرانية لمتابعة التحقيق في الحادث. وقال الدكتور غانم الهاجري مدير عام هيئة الطيران المدني في الشارقة في تصريح لتليفزيون الشارقة إن الوفد الايراني مكون من 10 أعضاء من خبراء السلامة الجوية، مضيفا أن اجتماعا سيعقد بين الجانبين صباح غد. وأضاف الهاجري أن الوفد سيزور الناجين الثلاثة وأحدهم من الجنسية الايرانية في مستشفى القاسمي موضحا أن حالة الثلاثة غير مستقرة. وتعرضت خطوط الطيران الايرانية لعدة كوارث في السنوات الاخيرة فيما عزاه خبراء طيران لتقادم اسطول الطائرات. وكان حادث الأمس سادس تحطم لطائرة ايرانية منذ عام 2000. وقد تحطمت طائرة الأمس في الشارقة في الوقت الذي بدأت فيه أمس في العاصمة الأردنية عمان اعمال مؤتمر حول تعزيز الامن الجوي وسلامة الطيران على خلفية اعتداءات 11 سبتمبر 2001 وحوادث تحطم الطائرات التي باتت كثيرة. وقال وزير النقل الأردني رائد أبو السعود في المؤتمر الاقليمي لسلامة وامن الطيران الذي تنظمه وزارتا النقل الاردنية والامريكية، ان الحوادث الكارثية الماضية والاخيرة تظهر وجود ثغرات كبيرة في الامن الجوي والبنية التحتية لسلامة الطيران.