يقول نيكولاس بوثمان في كتابه (كيف تجعل الناس تحبك) ان الجسد له لغة وهي التي تتضمن الوضع الجسماني والتعبيرات والايماءات، وعندما يفكر الناس في لغة الجسد، فانهم يعتقدون ما يحدث من العنق حتى اسفل الجسد، والحقيقة هي من العنق الى اعلى، فتلميحات الوجه وايماءات وانحناءات الرأس لغة قائمة بذاتها. وذكر في كتابه (إن هناك لغة الجسد غير المتحفظة، وهي التي تكشف عن القلب، فالجسد لا يعرف الكذب، فبطريقة غير واعية وبدون توجيهات منك يقوم جسدك بنقل افكارك ومشاعرك بلغة خاصة به لاجساد الناس الآخرين، الذين يفهمون هذه اللغة). هنا تأملت قليلا، في تلك الكلمات وما يحدث حولنا، وعلاقاتنا مع الآخرين، سواء كانوا قريبين منا، او زملاء في العمل، او لا نعرفهم اصلا ولكن التقينا بهم في مكان ما، وقد سمعوا عنا فعرفونا من خلال ما سمعوا، بغض النظر عما سمعوه من الغير سواء كان حقا ام باطلا، فترى ملامح وجوههم تنبئ بما في قلوبهم، حسبما سمعوه. فتبادر لذهني تساؤل: ما الذي يفعله المرء اذا رأى شخصا يشعر بمجرد رؤيته بالانقباض، مع ان الشخص الآخر يظهر له المحبة، والمودة، ويعانق ويسأل عن الحال، وكأنه الصديق الصدوق، هل يحسن الظن به..!! هل نكذب اعيننا بما تراه من ملامح ذاك الشخص وتعابير وجهه بالرغم من ابتسامته الصفراء..!! ونصدق الكلمات الميتة التي يلقيها..!! بالرغم من لغة جسده الواضحة التي تكشف نواياه المدفونة..!! وثقله على القلب. قيل لجالينوس: بم صار الرجل الثقيل اثقل من الحمل الثقيل، فقال: لأن الرجل انما ثقله على القلب دون الجوارح. هذه الشاكلة من الناس حولنا وما اكثرهم، وللاسف الشديد لا يمكننا التخلص منهم، نعرفهم ويعيشون بيننا، ولكن علينا توخي الحذر منهم، وما اصعبه من شعور، عندما تفهم من امامك وتعرف حقيقته لأن ملامحه تفصح عما بداخله ومع ذلك هو يداهن ويكذب وينافق، ولكن ما الحيلة..!! @ قطرة ندى.. مدرسة الحياة علمتني.. ألا ألتفت لمن يرجمني من الخلف بل اكون كالنخلة لا ترمي الا كل ما هو طيب.. آمنة السبيت