ترى وكالة الطاقة الدولية ان مخزونات النفط العالمية منخفضة للغاية والاسعار مرتفعة بشدة لكن أوبك المقرر أن تجتمع يوم الثلاثاء القادم لتقرير سياسة الانتاج لا تعبأ كثيرا بهذه الأسعار المرتفعة. وقال وليام رامزي نائب المدير التنفيذي للوكالة التي تراقب أسواق الطاقة العالمية لصالح الدول الصناعية الكبرى "لا أعتقد أن أوبك مهتمة بمستوى الاسعار هذا". لكنه احجم عن التكهن بما قد تقرره المنظمة في اجتماعها المقرر في العاشر من فبراير الجاري في الجزائر. وقال "أعتقد أن أوبك سترغب في ايجاد سبيل لتهدئة هذه الاسعار واعادتها مرة أخرى على الارجح الى النطاق السعري المستهدف بين 22 و28 دولارا للبرميل". وأستبعد رئيس منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط (أوبك) بورنومو يوسجيانتورو أن يقرر الأعضاء في المنظمة تغيير سقف انتاجها النفطي البالغ 24.5 مليون برميل يوميا. وتوقع رئيس اوبك الإبقاء على مستويات الإنتاج الرسمية الحالية عندما يجتمع أعضاء المنظمة في الجزائر يوم الثلاثاء القادم، لكنه أشار إلى أن المنظمة ستتابع تطورات الأسعار عن كثب مشيرا إلى أن مدى انخفاض سعر النفط سيؤثر على القرار في اجتماع العاشر من الشهر الجاري. وقال بعض وزراء المنظمة ان من المرجح أن تترك المنظمة سقف انتاجها الرسمي دون تغيير عند 24.5 مليون برميل يوميا في اجتماعها بالجزائر. غير أنه من المقرر ان تجتمع أوبك القلقة من أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة في الربع الثاني من العام في النصف الشمالي من الكرة الارضية الى انخفاض الطلب مرة أخرى في 31 مارس لمراجعة سياستها الإنتاجية. وعاد رامزي نائب المدير التنفيذي للوكالة للقول "من وجهة نظر الوكالة المخزونات منخفضة للغاية والاسعار مرتفعة للغاية...نحن نرحب بالمواقف الراغبة في خفض الاسعار". وأضاف إنه لا يعتقد أن الاسعار انخفضت بسبب دلائل على ارتفاع المخزونات بل بسبب انحسار موجة البرد الشديدة التي ضربت العديد من المناطق في الولاياتالمتحدة. وأظهرت بيانات حكومية أميركية أن مخزونات الخام بلغت أدنى مستوياتها منذ 28 عاما في الاسبوع المنتهي في 23 يناير وارتفعت ثمانية ملايين برميل في الاسبوع المنتهي في 30 يناير لكنها ظلت أقل بمقدار 29 مليون برميل عن متوسطها خلال خمس سنوات. واظهرت بيانات اذاعها معهد البترول الاميركي ان واردات النفط الاميركية كادت تسجل مستوى قياسيا مرتفعا جديدا الاسبوع الماضي. وقال جون فيلمي كبير الخبراء الاقتصاديين بمعهد البترول في واشنطن ان حجم واردات النفط الاميركية في الاسبوع المنتهي في الثلاثين من يناير بلغ 11.521 مليون برميل يوميا منخفضا قليلا عن المستوى القياسي السابق البالغ 11.527 مليون برميل يوميا والمسجل في اسبوع في سبتمبر الماضي. وارجع محللون هذه الزيادة الى رقم منخفض بشكل غير عادي لواردات النفط في الاسبوع المنتهي في الثالث والعشرين من يناير. واظهرت ارقام معهد البترول ان حجم الواردات في ذلك الاسبوع بلغ 8.365 مليون برميل يوميا. وأصبحت الولاياتالمتحدة اكثر اعتمادا على النفط الاجنبي ووفقا لبيانات الحكومة الاميركية فانها استوردت ما نسبته 62.9 في المائة من النفط الذي تم تكريره في البلاد العام الماضي. وحسب ارقام ادارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الاميركية فان النفط الاجنبي شكل 28 في المائة فقط من مخزونات الخام لدى مصافي التكرير في الولاياتالمتحدة قبل 20 عاما. وضمن هذا الإطار سجلت أسعار النفط تراجعا مواصلة خسائر بدأت بعد زيادة غير متوقعة في مخزونات النفط الاميركية التي خففت من القلق بشأن ندرة المعروض في اكبر اسواق العالم. لكن المحللين قالوا ان الخسائر ستكون محدودة على الارجح فيما تنتظر السوق اجتماع اوبك ، وقال عدد من وزراء نفط اوبك في الآونة الاخيرة ان المنظمة التي تسيطر على نصف صادرات النفط الخام في العالم ستتفق على الارجح على ترك سقف انتاجها دون تغيير عند 24.54 مليون برميل يوميا. ويرى بيغن زنغنه وزير النفط الايراني انه من غير المرجح ان تعدل اوبك حصصها الانتاجية خلال اجتماعها في الجزائر لكنها قد تبحث خفض الانتاج خلال اجتماعها التالي في 31 مارس. وقال زنغنه "لا اعتقد ان اوبيك ستجري تغييرا كبيرا في الانتاج في فبراير". وقال ان "اسعار النفط مرتفعة رغم حقيقة ان انتاج اوبك يزيد على سقف انتاجها البالغ 24.5 مليون برميل يوميا، ويرجع هذا الى عدم الاستقرار السياسي في العراق". وبلغ متوسط أسعار النفط في التعاملات الآجلة في عام 2003 أعلى مستوياته منذ أكثر من عقدين وظل مرتفعا حتى الآن هذا العام مما أثار مطالبات من جانب المستهلكين لاوبك بزيادة انتاجها. بيجن سنجنة بورنومو يوسيحيانتورو