الشاعر حسن توفيق واحد من أولئك الذين تعبر كتاباتهم عن حياتهم اصدق تعبير، وكثيرا ما سخر تجاربه في الحياة للكتابة شعرا ونثرا، وهو في حالة الجد والهزل، يحيل همه الخاص الى هم عام، يعالج من خلاله قضايا الامة، وتناقضات الواقع، وساعده ذلك على ان يقدم للمكتبة العربية، اكثر من عشرة دواوين شعر، طبع أولها عام 1969 واكثر من عشرة كتب نثرية، والقادم أجمل شعرا ونثرا ، ان شاء الله. (مجنون العرب.. بين الغضب والطرب) يضيف لونا جديدا الى مؤلفاته اذ لم يسبق ان قدم كتابا مثله، وهو من الادب الساخر الذي تعود قراء جريدة "الراية" القطرية على ان يقرؤوه في عدد يوم الجمعة من هذه الجريدة ، ولن تتاح لنا فرصة التجول في ربوع هذا العطاء الأدبي، لكننا سنختار واحدة من اللوحات التي تعبر عما يعانيه الغناء العربي من سقوط في هاوية الاسفاف : (في المؤتمر الصحفي الذي ازدحم بالاعلاميين، اكد المجنون ان المطرب الذي امامهم سيسحق كل المطربين، ثم تولى الاجابة عن الاسئلة نيابة عن الحمار، اما الحمار فقد بدأ في غاية الوقار، وفي اليوم التالي كتبت الجرائد عن المطرب المعجزة، وكيف ان صوته يطغى على كل الاجهزة، وانفردت جريدة واحدة، بنشر قصيدة خالدة) ثم يورد القصيدة التالية :==1== الحمار المثقف المعروف==0== ==0==هو في الليل مطرب فيلسوف قط لم يأكل الحشيش ولكن==0== ==0==بنجوع من صوته معلوف ويجيد الأنغام عزفا وصوتا==0== ==0==ويحيي الجمهور أين يطوف بجمال الغناء يسكر جيلا==0== ==0==والجميلات في هواه صفوف روح (زرياب) قد تقمص فيه==0== ==0==وكذا الأرواح فينا ضيوف وهو لا يبدع النهيق ولكن==0== ==0==فلسفات قد صورتها حروف جاء في معشر تساوى لديهم==0== ==0==آدمي مفكر وخروف ومن الخلق ناطق كان أولى==0== ==0==لو كسا جلده من الثوب صوف ومن الخلق ناطق كان يمسي==0== ==0==في عداد الحمير لولا الألوف==2== هذا هو الحال يا صاحبي، فالألوف تحيل المجهول الى معروف، والمتخلف.. في مقدمة الصفوف ويتساوى الذئب مع الخروف، في كل الاحوال والظروف، وما أكثر محدثي النعمة، الذين احالوها الى نقمة، واستمرؤوا تجاوز الذمة، ولله في خلقه شئون.