قال مفتى الديار المقدسة الشيخ عكرمة صبرى ان سلطات الاحتلال منعت عددا من الحجاج الفلسطينيين من مغادرة قطاع غزة والسماح لهم بالتوجه للديار المقدسة من اجل تأدية فريضة الحج هذا العام فيما منعت اعدادا اخرى من مغادرة الضفة الغربية لتأدية الفريضة نفسها وكل ذلك يتم تحت ذرائع وحجج واهية. واشار صبري في تصريحات صحفية نشرت امس الى ان مواصلة الحكومة الاسرائيلية لاقامة جدار الضم والتوسع العنصرى تظهر مدى التناقض فى المواقف الامريكية التى تدعم وتساند اسرائيل فى اقامة الجدار بدعوى الامن وتقول فى الوقت نفسه انها تؤيد اقامة دولة فلسطينية. وشدد صبرى على ان اقامة هذا الجدار ينفي امكانية قيام دولة فلسطينية كما ينفي كافة التصورات لامكانية ايجاد حلول سياسية ويساهم فى استمرار الصراع فى المنطقة. واعتبر الشيخ عكرمة صبرى اقامة الجدار فى محيط مدينة القدسالمحتلة من اخطر الاساليب التى لجأت اسرائيل اليها لتهويد القدس ، مشيرا الى ان اسرائيل تسعى من خلال هذه السياسة الى اضعاف الوجود العربى والاسلامى فى هذه المدينة وتغيير الملامح الحضارية والتاريخية والاثرية والتراثية من اجل ايجاد حضارة لهم ولو عن طريق التزييف والتحريف. وأضاف صبرى ان عددا من الباحثين الاثريين الاسرائيليين اقروا واعترفوا بأنهم لم يجدوا حجرا واحدا له علاقة بالتاريخ العبرى مشيرا الى ان الحفريات التى بدأت منذ عام 1967 لم تساعدهم على اكتشاف أى اثر لليهود. واكد ان الحفريات التى قامت بها سلطات الاحتلال اثرت على أساسات عدد كبير من العمائر الاسلامية من تصدع وانهيار مشددا على وجود تخوف حقيقى من ان تؤثر هذه الحفريات على أساسات المسجد الاقصى وعلى التراث والاثار الاسلامية فى المدينة المقدسة. وقال صبرى ان اقامة هذا الجدار تهدف الى جعل القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية الى كانتونات وسجون كبيرة وهذا المخطط سبق ان تم طرحه فى عام 1969 أى بعد حرب يونيو بعامين ، وأعاد صبرى التأكيد على الفتوى التى اصدرها بشأن تحريم العمل فى اقامة هذا الجدار معبرا عن امله فى ان تساهم هذه الفتوى فى تعطيل بناء الجدار التوسعى مشيرا الى ان اسرائيل تسعى بكل جهد من اجل تحفيز العمال الفلسطينيين للعمل فى هذا الجدار باستغلالها الظروف الاقتصادية التى يعيشها العمال الفلسطينيون واغرائهم بأجور مرتفعة 0 ودعا صبرى الدول العربية والاسلامية الى العمل الجاد سياسيا ودبلوماسيا واعلاميا للضغط على مجلس الامن وهيئة الامم واليونسكو من اجل التدخل لدرء المخاطر المحدقة بالمسجد الاقصى واجبار اسرائيل على وقف هذه الحفريات.