أكملت بلدية المحافظة تجهيز جبل القارة التاريخي لاستقبال الزوار والأهالي في عيد الأضحى المبارك وتأتي هذه الاستعدادات لتوفير متطلبات الراحة من تأمين بوفيهات ومقاعد للعوائل والزوار وصيانة دورات المياه. ودائما ما يستقطب جبل القارة العوائل وابناء دول الخليج لما يتميز به من إطلالة تاريخية وهو معلم سياحي من أبرز المعالم السياحية الطبيعية في الأحساء وأكثر المواقع التاريخية شهرة، ويقع على مساحة قاعدتها 1400 هكتار ويتكون من صخور رسوبية ويتميز بكهوفه ذات الطبيعة المناخية المتميزة، ويبلغ ارتفاع الجبل 70 متراً ويتبع الجبل رأس القارة وهو قمة صخرية وسط قرية القارة وكذلك جبل أبوجيص. وطبيعة جبل القارة وخاصة التجويفات الصخرية تثير المتعة والتأمل لدى الزائر، فالصخور التي نحتتها الطبيعة وعوامل التعرية بأشكال مختلفة أعطت المكان مزيداً من المتعة والرهبة، في حين أعطت الكهوف المتشعبة مزيداً من الغموض للمكان. ولمئات السنين من تاريخ الأحساء المكتوب، احتفظ جبل القارة التاريخي الذي يتربع فوق واحة تطوقها غابة من النخيل بالعديد من الأسرار الغامضة التي ظلّت تنتقل بين الأجيال كأنها الأساطير، وبقدر ما كان الجبل يشمخ فوق الواحة الاحسائية الخضراء، فقد أضاف للذاكرة التراثية مزيداً من الإثراء في الموقع والقصة والمعالم. وتعد الطبيعة المناخية لجبل القارة واحدة من أكثر ما يثير الدهشة لدى أهالي الأحساء وزوارها، فالجبل يمتاز بظاهرة انخفاض درجة الحرارة داخل الجبل صيفا وارتفاعها شتاء، كما يستمتع الزائر بالمغارات المتراصة والمفتوحة على بعضها والتي تشكل أخاديد وجيوبا تتشعب في مختلف الاتجاهات وتعطي بعداً درامياً للمكان مما جعل الجبل على الدوام وعلى مرّ العصور يشهد العديد من الفعاليات الاجتماعية حيث يقصده أهالي القرى المحيطة منذ مئات السنين وحتى ظهور الكهرباء للتبرد من حرارة الصيف، وبالتالي نشطت حلقات الكتاتيب في مغارات الجبل، وزاد اهتمام الناس بهذه المغارات فراحوا يكتشفون المزيد منها. وقد توقع مجموعة من المواطنين الإقبال المتزايد لهذا المعلم التاريخي لما أخذ من طابع سياحي كبيرمن عصور قديمة وقد اولت البلدية مشكورة كامل رعايتها لهذا المعلم الذي كان ومازال حضارة قديمة تغازل الاستثمار السياحي والمتطور في بلادنا.